الأولى ترك ذلك اللفظ لأن القدر لا يسند إليه الأفعال أو المشيئة وغيرها، وقد سألت شيخنا الأستاذ الدكتور/ ناصر بن عبدالكريم العقل-حفظه الله- عن هذا؟ فقال:(هذا تساهل من المؤلف -رحمه الله-، وإن كان الأولى ترك استعماله حتى لا يوهم الخطأ).
وقد سئل الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله- في شرحه للطحاوية:
س:(ما حكم قول البعض شاءت الأقدار، ساقته الأقدار، اقتضته حكمة الله، شاءت إرادة الله، ونحو هذه العبارات؟ فأجاب - حفظه الله-:
ج: شاءت الأقدار، الأقدار جمع قدر، والقدر تبع المقدِّر وهو الله -عز وجل-، والذي يشاء القدر هو الله -سبحانه وتعالى-، فقول القائل: شاءت الأقدار وأشباه ذلك، فإنّ هذا غلط؛ لأن الأقدار ليس لها مشيئة، المشيئة لله -عز وجل- هو الذي شاء القدر وشاء القضاء -سبحانه وتعالى-.
وساقته الأقدار هذه محتملة، محتملة لهذا وهذا، وتجنبها أولى.
اقتضت حكمة الله، هذه صحيحة لا بأس بها استعملها أهل العلم؛ لأن الاقتضاء خارج عن الشيء؛ يعني حكمة الله نشأ عنها شيء هو مقتضاها، اقتضت حكمة الله أن يكون كذا وكذا؛ يعني من القضاء الذي حصل؛ يعني أن ما حصل موافق لحكمة الله -عز وجل-.
شاءت إرادة الله، هذا أيضا مثل ما سبق فإنّ الإرادة الكونية هي المشيئة، فقول القائل: شاءت إرادة الله كقوله: شاءت مشيئة الله، وهو تكرار لا وجه له).
وأضاف شيخنا عبدالله بن مانع الروقي-حفظه الله- قائلاً:
(الألفاظ في الشرع على أقسام منها:
١ - لفظ وارد في الشرع له معنى واحد صحيح، فهذ أمره جلي في إطلاقه؛ لوروده ولأن معناه صحيح.