أحدها: ما رواه أبو عمر بن عبد البر فقال: وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم- ولد مختوناً من حديث عبد الله بن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: ولد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مختوناً مسروراً -يعني مقطوع السرة- فأعجب ذلك جده عبد المطلب، وقال: ليكونن لابني هذا شأن عظيم.
ثم قال ابن عبد البر: ليس إسناد حديث العباس هذا بالقائم، قال: وقد روي موقوفاً على ابن عمر ولا يثبت أيضاً.
قلت: حديث ابن عمر رويناه من طريق أبي نعيم حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن خالد الخطيب، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا عبد الرحمن بن أيوب الحمصي، حدثنا موسى بن أبي موسى المقدسي، حدثنا خالد بن سلمة، عن نافع، عن ابن عمر قال: ولد النبي مسروراً مختوناً. ولكن محمد بن سليمان هذا هو الباغندي وقد ضعفوه، وقال الدارقطني: كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع، وربما سرق الحديث.
ومنها: ما رواه الخطيب بإسناده من حديث سفيان بن محمد المصيصي حدثنا هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: (من كرامتي على الله أني ولدت مختوناً، ولم ير سوءتي أحد). (١)
قال الخطيب: لم يروه فيما يقال غير يونس عن هشيم، وتفرد به سفيان بن محمد المصيصي، وهو منكر الحديث.
قال الخطيب: أخبرني الأزهري قال: سئل الدارقطني عن سفيان بن
(١) راجع تخريجه موسعاً في السلسلة الضعيفة للعلامة الألباني -رحمه الله- حديث رقم (٦٢٧٠).