للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول غير مرة لعلي: "إنَّ الْمَدِينَةَ لَا تَصْلُحُ إلا بي أَو بكَ، وأَنْتَ مِني بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى إلا أنَّهُ لَا نبيَّ بَعْدِي" (١).

حدثناه محمد بن جعفر البغدادي بالرملة، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث، قال: حدثنا حفص بن عمر الأيلي.

وهذا ليس من حديث سعيد بن المسيب، ولا من حديث الزهري، ولا من حديث مالك، وإنما عند مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، قال: جمع لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، فقال: "ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي" (٢).

حدثناه المفضل بن الجَنَدي بمكة، قال: حدثنا علي بن زياد اللخمي، قال: حدثنا أبو قرة، قال: ذكر مالك، عن يحيى بن سعيد، فساقه، فحمل حفص بن عمر الأيلي متن خبر يزيد بن عياض علي مالك با أنس، عن الزهري، عن سعيد، متوهمًا أو متعمدًا، وقرن إليه ابن أبي ذئب، وإبراهيم بن سعد، وليس هذا من حديثهما.

وقوله: "الْمَدِينَةُ لَا تَصْلُحُ إلَّا بِي أَوْ بِكَ" باطل، ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا قط، ولا سعد رواه، ولا سعيد بن المسيب حدث به، ولا الزهري قاله، ولا مالك رواه، ولست أحفظ لمالك ولا للزهري فيما رويا من الحديث شيئًا من مناقب علي عليه السلام أصلًا، فالقلب إلى أنه موضوع أميل.

وروى عن الأوزاعي، عن عطاء، عن جابر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ما صعد المنبر فنزل حتى قال: "عُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ" (٣).

أخبرناه ابن قتيبة، قال: حدثنا محمد بن الوليد المخرمي، قال: حدثنا حفص بن عمر الحبطي.


(١) تذكرة الحفاظ (١٠٣٧).
(٢) الحديث عند المصنف في صحيحه (٦٩٨٨) وانظر التعليق عليه هناك.
(٣) هذا مما فات ابن طاهر فلم يورده في تذكرة الحفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>