قال أبو حاتم: في سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًّا وأسامة وبريرة عما يعلمون من أهله بيان واضح أنه لم يسألهم إلا وعليهم إخباره بما يعلمون منها، فكذلك كل من علم من راوي خبر لا يبلغ مقداره في الدين قدر عائشة، ولا محله من النبي - صلى الله عليه وسلم - محلها يَهي الخبر به أو يبطل الخبر بذكره واجب عليه أن يخبر من لا يعلم ذلك، ولا يكتمه، لئلا يتقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل، وأي مرتبة من مراتب الدين أجل من نصرة الإسلام بذب الكذب عن النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؟ يا لها من مرتبة ما أجلها وحالة ما أشرفها، وإن جهلها الجاهلون.
[ذكر أنواع جرح الضعفاء]
قال أبو حاتم رحمه الله: فأما الجرح في الضعفاء فهو على عشرين نوعًا، يجب على كل منتحل للسنن طالبٍ لها باحثٍ عنها أن يعرفها، لئلا يطلق على كل إنسان إلا ما فيه، ولا يقول عليه فوق ما يعلم منه.
[[النوع الأول]]
فأما النوع الأول من أنواع الجرح في الضعفاء فهم الزنادقة الذين كانوا يعتقدون الزندقة والكفر، ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر، كانوا يدخلون المدن، ويتشبهون بأهل العلم، ويضعون الحديث على العلماء، ويروون عنهم ليوقعوا الشك والريب في قلوبهم، فعسى يَضلون ويُضلون، فيسمع الثقات منهم ما يروون، ويؤدونها إلى من بعدهم، فوقعت في أيدي الناس حتى تداولوها بينهم.
أخبرنا عبد الملك بن محمد، عن عمار بن رجاء، عن سليمان بن حرب، قال: قال ابن لهيعة: دخلت على شيخ وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ قال: وضعت أربع مئة حديث أدخلتها في برنامج الناس، فلا أدري كيف أصنع؟ .
حدثنا مكحول، قال: حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، قال: قال إبراهيم