عيسى القزاز، عن مالك بن أنس، عن ابن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وأبي مسعود الأنصاري، فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحبسهم بالمدينة حتى استشهد.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام المعروف بمكحول ببيروت، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن كثير، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: قال عمر لابن مسعود وأبي ذر وأبي الدرداء ولعقبة بن عامر: ما هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحبسهم بالمدينة حتى أصيب.
[ذكر بعض السبب الذي من أجله منع عمر بن الخطاب أصحابه من إكثار الحديث]
حدثنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا أبو الطاهر، قال: حدثنا ابن وهب، قال: سمعت سفيان يحدث عن بيان، عن عامر الشعبي، عن قَرَظَة بن كعب، قال: خرجنا نريد العراق، فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صِرَار، فتوضأ ثم قال: أتدرون لِمَ مشيت معكم؟ قالوا: نعم نحن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشيت معنا، قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دويٌّ بالقرآن كدويِّ النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جَرِّدوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أمضوا وأنا شريككم، فلما قدم قَرَظة قالوا: حدثنا، قال: نهانا عمر بن الخطاب.
قال أبو حاتم: لم يكن عمر بن الخطاب يتهم الصحابة بالتقول على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا ردهم عن تبليغ ما سمعوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد علم أنه -صلى الله عليه وسلم- قال:"لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنكُمُ الغائِبَ"(١) وأنه لا يحل لهم كتمان ما سمعوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه علم ما يكون بعده من التقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
(١) رواه البخاري (٦٧ و ١٠٥ و ١٧٤١ و ٣١٩٧ و ٤٤٠٦ و ٤٦٦٢ و ٥٥٥٠ و ٧٠٧٨ و ٧٤٤٧) ومسلم (١٦٧٩) وغيرهما من حديث أبي بكرة.