مولى هشام بن عبد الملك بن مروان، أصله من اليمامة قدم عليهم البصرة، وحدثهم بها، يروي عن الزهري أشياء مقلوبة، روى عنه العراقيون، اختلط عليه ما سمع من الزهري مما وجد عنده مكتوبًا، فلم يكن يميز هذا من ذاك.
حدثنا الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: سمعت معاذ بن معاذ العنبري وذكر صالح بن أبي الأخضر، فقال: سمعته يقول: سمعت الزهري، وقرأت عليه، فلا أدري هذا من هذا، فقال يحيى بن سعيد القطان وهو إلى جنبه: لو كان هكذا لكان جيدًا، ولكنه سمع وعرض ووجد شيئًا مكتوبًا، فقال: لا أدري هذا من هذا.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت، حدثنا جعفر بن أبان الحماني، قال: سألت يحيى بن معين عن صالح بن أبي الأخضر؟ فقال: ليس بشيء.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: إن من اختلط عليه ما سمع مما لا يسمع، ثم لم يرع عن نشرها بعد علمه بما اختلط عليه منها حتى نشرها وحدث بها وهو لا يتيقن سماعها لبالأحرى أن لا يحتج به في الأخبار، لأنه في معنى من يكذب وهو شاك، إذ يقول شيئًا وهو يشك في صدقه، والشاك في صدق ما يقول لا يكون بصادق، ونسأل الله الستر وترك إسبال الهتك، إنه أمان به.