أحق، وترك التفسير لما تركه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحرى.
ومن أعظم الدليل على أن الله جل وعلا لم يرد بقوله عز وجل {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} القرآن كله، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك من الكتاب متشابهًا من الآي وآيات ليس فيها أحكام، فلم يبين كيفيتها لأمته، فلما فعل ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دل ذلك على أن المراد في قوله عز وجل {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} كان بعض القرآن لا الكل.
حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن بدر، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم الليثي الصغار، أنه سمع جريرًا يقول: كنا نسمع تفسير الكلبي خمس مئة آية، ثم كثر بعد.
٩٢٨ - محمد بن عيسى بن كيسان الهذلي (١)
كنيته أبو يحيى، صاحب الطعام، من أهل البصرة، ويقال له: العبدي، شيخ يروي عن محمد بن المنكدر العجايب، وعن الثقات الأوابد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، روى عنه أهل البصرة.
حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبيد بن واقد القيسي أبو عباد، قال: حدثني محمد بن عيسى بن كيسان، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قَلَّ الجراد في سنة من سني عمر التي ولي فيها، فسأل عنه فلم يخبر بشيء، فاغتم لذلك، فأرسل راكبًا فضرب إلى كذا، وآخر إلى الشام، وآخر إلى العراق، فسأل عن الجراد، قال: فأتاه الراكب الذي من قبل اليمن بقبضة من جراد، فألقاها بين يديه، فلما رآها قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "خَلَقَ اللَّهُ عز وجل أَلْفَ أُمَّةٍ، مِنْهَا سِتُّ مِئَةٍ فِي الْبَحْرِ، وَأَرْبَعُ مِئَةٍ فِي الْبَرِّ، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يُهْلَكُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجَرَادُ، فَإِذَا هَلَكَ تَتَابَعَتْ مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا قُطِعَ