المسعودي صدوقًا إلا أنَّه اختلط في آخر عمره اختلاطًا شديدًا حتى ذهب عقله، وكان يحدث بما يجيئه فيحمل عنه فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير ولم يتميز فاستحق الترك.
حدثنا الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: رأيت المسعودي سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلمه.
حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: سمعت أبا قتيبة يقول: رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين وكتبت عنه وهو صحيح، ثمَّ رأيته سنة سبع وخمسين والدر يدخل في أذنه وأبو داود يكتب عنه، فقلت: أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي؟
قال أبو حاتم: وهو الذي روى عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل أنه قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وهو [مـ] توجه نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرًا، ثمَّ إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - وجهه نحو الكعبة فقال:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} إلى آخر الآية، فكان ذلك حال.
وكانوا يجتمعون إلى الصلاة ويؤذن بعضهم بعضًا حتى أري عبد الله بن زيد الأنصاري، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله لو أني أخبرتك أني لم أكن نائمًا صَدَقْتُكَ، إني بينا أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصًا عليه ثوبان أخضران قام فاستقبل القبلة، ثمَّ قال: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ثمَّ أمهل شيئًا ثمَّ قام فقال مثل الذي قال، إلا أنَّه يزيد فيها: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قُمْ فَعَلِّمْهَا بِلَالًا" فكان بلال أول من أذن بها، وجاء عمر بن الخطّاب فقال: لقد أطاف بي ما أطاف بعبد الله بن زيد الليلة، ولكنه سبقني إليك، فهذا حال آخر.