للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليث بن أبي سليم، عنك أنك قلت: الريح لها جناحان وذَنَب، فنظر إلي ثم قال: إن الريح ليدخل من هذا الباب، ونظر إلى باب قبالته، فيوجعني في هذا الموضع، ووضع أصبعه السبابة على العظم الذي خلف أذنه، فلما رأيته لم يقر با أحديث قلت له: يا أبا الحجاج أي شيء حال ليث بن أبي سليم عندكم؟ قال: مثل حاله عندكم.

قال أبو حاتم: ومات ليث بن أبي سليم سنة ثلاث وأربعين ومئة.

وهو الذي روى عن مجاهد، وعطاء، عن أبي هريرة، أن رجلًا أتاه يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هلكت، قال: "وَمَا ذَاكَ؟ " قال: غشيت امرأتي في رمضان، قال: "فَأَعْتِقْ رَقَبَةً" قال: لا أجد، قال: "أَهْدِ بَدَنَةً" قال: لا أجد، قال: "اجْلِسْ" ثم أعطاه رجل شيئًا، فقال: "تَصَدَّقْ بِهَذَا، فَإِنَّهُ يُجْزِىءُ عَنْكَ" قال: ما أجد أحوج إليه يا رسول الله من عيالي، قال: فأوتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتسعة عشر صاعًا وعشرين صاعًا، فقال: "هَذَا لَكَ وَلعِيَالِكَ" (١).

حدثناه أبو يعلى، قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن ليث، عن مجاهد وعطاء.

وقوله: "اهد بدنة" كله باطل، ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا قط، إنما قال له حيث قال: لا أجد: "صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَينِ".

وقد روى ليث، عن عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عمر، قال: أتت امرأة نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على زوجته؟ قال: "لا تمنعه نفسها ولو كانت على ظَفرِ قَتَبٍ" قالت: يا رسول الله ما حق الزوج على زوجته؟ قال: "لَا تَصُومُ إِلا بِإِذْنِهِ إِلا الْفَرِيضَةَ، فَإِنْ فَعَلَتْ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهَا" قالت: يا رسول الله ما حق الزوج على زوجته؟ قال: "لَا تَصَدَّقُ بِشَيْءٍ مِنْ بَيْتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَيْهَا الْوِزرُ" قالت: يا رسول الله ما حق الزوج على زوجته؟ قال: "لَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا إِلا بِإِذْنِهِ،


(١) تذكرة الحفاظ (٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>