بعد السلام" فقال أبو حنيفة: إن لم يَكن جَلس في الرابعة فما تَسْوَى هذه الصلاة هذه وأشار إلى شيء من الأرض فأخذه وَرَمى به.
أخبرنا الحسن بن سُفيان الشَّيباني قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال: حدثنا حَمّاد بن زَيد قال: جلست إلى أبي حنيفة بمكة وجاء سُليمان فقال: إني لَبِسْت خفَّين وأنا مُحْرم أو قال: لبست السراويل وأنا مُحْرم فقال له أبو حنيفة: عليك دم قال فقلت للرجل: وجدتَ نَعْلين أو وَجَدْت إزارًا؟ فقال: لا. فقلت: يا أبا حنيفة إن هذا يَزْعم أنه لم يجد فقال: سواء وجد أَم لم يجد فقلت: حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "السراويل لِمَنْ لم يجد الإزار والخُفَّين لمن لم يجد النعْلين".
وأخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "السراويل لمن لم يجد الإزار والخُفَّين لم يجد النَّعْلين" قال: فقال بِيَده كأَنَّه لم يَعْبَأ بالحديث. فقمت من عنده فتلقاني الحجَّاج بن أَرْطاة داخل المسجد فقلت: يا أبا أرْطاة ما تقول في مُحرم لَبس السَّرَاويل أَوْ لَبِسَ خُفَّين فقال: حدثنا عَمْرو بن دينار عن جَابر بن زَيْد عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "السَّراويل لمن لَمْ يَجِد الإزار والخفين لمن لم يجد النَّعلين".
وأخبرنا أبو إسحاق عن الحارث عن عليّ أنه قال: السراويل لمن لم يجد الإزار والخفين لمن لم يجد النعلين قال: قلت: فما بال صَاحبكم يقول كذا وكذا؟ قال: ومَنْ ذاك وصاحب ذاك قَبَّح الله ذاك.
أخبرنا أحمد بن عُبَيْد الله بأنطاكية قال: حدثنا علي بن حرف قال: حدثنا علي بن عاصم قال: قلت لأبي حنيفة: ما تقوله في رجل أعتق جارية وجَعَل عِتْقها صَدَاقها؟ قال: لا يَجُوز. قلت: كيف أنا عندك؟ قال: ثقة، قلت: فعبد العزيز بن صُهَيْب؟ قال: ثِقة، قلت: فحدثني عبد العزيز بن صُهَيْب عن أنس بن مالك أن النبي عليه الصلاة والسلام أعْتَق صَفِيَّة وجعل عِتْقها صَدَاقها. فقال أبو حنيفة: كنتُ أشْتَهي أَن يكون حاتَمًا بِدُرَيْهِمات.