جَمِيعًا. ولا تَنْبذوا الزَّبيب والتمر جميعًا وانتبذوا كل واحد منهما على حِدَة .. وحدثنا شُعبة عن أبي إسحاق قال: حدثنا فَقِيه مِن أَهْل نجران عن ابن عمر: أن النبي عليه الصلاة والسلام أُتِي بِرجل سَكْران -أو قال نشْوان- فلما ذَهَب سُكْره أمَرَ بِجلْدِه. فقال: يا رسول الله إِنِّي لم أشْرَب خَمْرًا إنما شَرِبْتُ خَلِيط بُسْرٍ وَتمْر، فأَمَرَ أن يُجْلد ثم نَهَى عَنْهُما أن يُخلَطا".
وأخبرنا شُعبة عن محارب بن دثار عن جابر قال: "خَلِيط البُسْر والتَّمر خَمْر". وحدثنا هِشَام الدَّسْتوائي عن عِكرمة عن ابن عَبَّاس قال: "إنما افْسر البسر والتمر وهو يُسَمّى المُزَّاء فإذا خَلَطهما لم يصلح" قال: فقال أبو حنيفة: ما أرَى به بأسًا. قلتُ: فسبحان الله ألم يَقُل الله جَلَّ وعز: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} قال: أرأيتَ لو أُتِيت بجمجمة فيها نَبيذ تَمر نُبذ بالأمْس أتَشربه؟ قلت: نعم. ثم أتيت بجمجمة فيها نبيذ بُسْر نبذَ أوْل من أمْسِ أتشربه؟ فسكت ولم أقلُ لا ولا نعم فقال: إذا اجتمعا في بَطْن صَلح وإذا اجتمعا في إناء لم يَصْلح؟ .
أخبرنا زكريا بن يحيى السَّاجي بالبصرة قال: حدثنا عصمة بن محمد قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسْوَد قال: سمعت بِشر بن المفضّل يقول: قلت لأبي حنيفة: حدثنا شُعبة عن هِشام بن يزيد بن أنس عن أنس "أنّ يهوديًّا رَضَخَ رأْس جارية بين حَجَرَين فرضح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رَأْسه بين حجرين" قال: هَذيان.
وأخبرنا الثَّقفي قال: سمعت محمد بن سَهل بن عسكر يقول: سمعت أبا صالح الفَرّاء يقول: سمعت أبا إسحاق الفَزَاري يقول: كنتُ عند أَبي حنيفة فجاءَه رجل فسأله عن مسألة فقال فيه فقلت: إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: كذا وكذا، قال: هذا حديث خُرَافة.
أخبرنا الفضل بن الحسين بهمذان قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن ماهان عن ابن عُيينة قال: حدثت أبا حنيفة بحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام فقال: بل على هذا.
أخبرنا السّاجي قال: حدثنا سعيد بن محمد قال: حدثنا عباس العَنبري