للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ فتكسوا العاري، وتشبع الجائع، وتروي الضمآن فإني أرجو أن يعتق الله ابنتك من النار، ويدخل عليها في قبرها السرور والرحمة، فقال: لي وفقت وأشرت بخير، قال: فكفنها بمئة، وتصدق عليها بالباقي، قال: صالح: فحرست قبرها ثلاث ليال أصلي عند قبرها ألف ركعة، قال: فلما أن كان من الليلة الرابعة وقد طلع الفجر، وأصبت في رأسي نعسة، وأذَّن المؤذن لطول شهر ثلاث ليال، فأخذت لبنة فوضعتها تحت رأسي ثم نمت، فوالله ما هو إلا أن ذهب بي النوم، فإذا ابنة القاضي قائمة بين يدي، عليها ثياب أهل الجنة، وحلي أهل الجنة، قال: قلت: يا هذه من أنتِ التي قد ألبسك الله البهاء والنور؟، قالت: صاحبة القبر بنت القاضي، جئت أشكرك، نور الله قبرك وجزاك عني أفضل الجزاء، كما أشرت بالخير في الصدقة عني إن الله تبارك وتعالى قد نور قبري، وأدخل قبري السرور والرحمة، قم حتى أريك ما أعد الله تعالى لمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله. قال: فنهضت معها وفي يديها مصباح من بلور، والقبر روضة خضراء كأحسن ما يكون، وإن القبور قد اقبل أهلها، وقد جلس كل ميت على شفير قبره، قد ألبسهم الله تعالى البهاء والنور، قالت: هؤلاء الذين ماتوا وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، ادن منهم وكلمهم، فإنهم يكلمونك، قال: قلت: يا سبحان الله موتى يكلمون الأحياء، قالت: وأنا ميتة، وقد أذن الله تعالى لي وكلمتك. قال: فلما أن دنوت منهم، قالوا: بأجمعهم جزاك الله خيرًا من مؤنس، إنا نسمع قرائتك ودعائك، لا نقدر نجيبك، وأنتم يا معشر الأحياء تعملون الخيرات، ولا تدرون ما لكم عند الله عز وجل من الدرجات، فإذا أصبحت فائت المسجد الجامع فاقرئ أهالينا السلام وقل لهم: إن موتاكم يقرؤون عليكم السلام ويقولون لكم: جزاكم الله عنا خيرًا أفضل الجزاء، فإن هداياكم تأتينا بكرة وعشيًا، قال: فألهمني الله أن قلت: وما الهدايا؟، قالوا: الدعاء والصدقة، إن الصدقة شيء عظيم تطفئ غضب الرب، ودعاء الأحياء يدعون لنا الله عز وجل فيستجيب الله لهم فينا، فيدخل علينا في قبورنا السرور والرحمة، قال: بينما أنا فرح بما قد ألبسهم الله من