للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البهاء والنور إذ نظرت إلى رجل مشوه الوجه، رث الكفن، في عنقه سلسلة من نار، ورجل بيده سوط من نار يضرب حر وجهه وظهره وبطنه، وهو يصيح: يا ويلاه من نار لا تطفأ وعذاب لا يبلى، قال: فتقطع واللّه قلبي له رحمة، قال: قلت له: يا هذا أيش حالك من بين أصحابك هؤلاء الذين قد ألبسهم الله تعالى البهاء والنور؟، قال: جرمي عظيم، قال: قلت: فأيش جرمك؟، قال: كان لي مالًا عظيم وكنت لا أزكي فيه، فنالني هذا بعقوق والدي في دار الدنيا، قال: قلت: عققت والدك في دار الدنيا، قال: مات أبي وخلف مالًا عظيمًا، ولم يكن بالبصرة امرأة هي أجمل من والدتي ولا أكثر مالًا، فرغبوا ملوك البصرة فيها، فخطبها بعض الملوك، فأجابته فبلغني ذلك، فداخلتني الغيرة، قال: فجئت فقلت: يا أمة، بلغني أنك تريدين التزويج؟، قالت لي: التزويج حلال، فرفعت يدي، فلطمت حر وجهها، فخرت مغشيًا عليها، فسال من وجهها الدم، فلما أفاقت من غشيتها رفعت يدها ورأسها إلى السماء، فقالت: يا بني لا أقالك الله عثرتك، ولا أنس في القبر وحشتك، قال: فلما أن مت صرت في قبري إلى نار لا تطفأ وعذاب لا يبلى، وكذلك القبر من اليوم إلى يوم القيامة، فإذا أصبحت سالمًا فأئت والدتي واقرها السلام، وأعلمها بما رأيت من سوء حال لعلها ترحمني، قال: قلت: واللّه لأفعلن، قال: {اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (١)، ثم انتبهت، فإذا رائحة المسك في مسجدي، وكأنه أضواء المصباح في مسجدي، وبين عيني، قال: قلت: هذا رؤيا من الله تعالى، واللّه لآتين المسجد الجامع، فلأؤدين الرسالة، ولآتين أم المسكين، فأخبرها بما رأيت من سوء حاله، قال: فنهضت فأسبغت الوضوء، وخرجت إلى المسجد، فصليت الصلاة مع الإمام فلما أن سلم قمت، فقلت: السلام عليكم يا أهل المسجد ورحمة الله وبركاته، قالوا: لي بأجمهعم: عليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: قلت: إني رأيت موتاكم في


(١) النساء:٥٨.