للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ} وجب حمل ذلك على أنه أراد أنكم تنبئونه بما يعلم أنه لا ولا حقيقة لا على معنى أنكم علمتم أمرًا ليس بعالم به.

وكذلك قوله تعالى: {حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُمْ والصَّابِرِينَ} لا يجوز كونه معارضًا لقوله تعالى: {واللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} من وجهين.

أحدهما: إنه عالم بذلك في الأزل والعقل قاضٍ به، وحتى تفيد الاستقبال فلا يجعل ذلك معارضًا لقضية العقل. وما يؤكدها من الأخبار.

والوجه الآخر: إنه ليس في ظاهر قوله: {واللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} إنه لم يزل به عليمًا حتى يكون قوله: حتى نعلم/ معارضًا له. وإنما المراد بقوله: حتى نعلم حتى يكون المعلوم منكم أفضى، حتى نرى ذلك ونشاهده، لأن الإدراك لا يقع إلا على موجود، أو حتى نعلم كون الجهاد منكم كائنًا موجودًا وإن كنا عالمين به قبل كونه معدومًا وليس يوصف بأنه علم بوجوده إذا وجد لتغير ذاته تعالى في كونه عالمًا لكن لتغير حال المعلوم على ما قد شرحناه في الكلام في أصول الديانات.

ولمثل هذا لم يجز أن يقال: إن قوله تعالى: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} {وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} معارض لدليل العقل على استحالة خلقه تعالى لذاته وصفات ذاته والثاني من الحوادث في حال بقائه، لأن دليل العقل قد أحال

<<  <  ج: ص:  >  >>