قوله:"لا ربا إلا في النسيئة" يعطي جواز التفاضل في الجنس والجنسين نقدًا، وأنه ليس بربًا. والآخر يعطي ظاهره أن الزيادة ربًا نقدًا كانت أو نسيئة، سوى أنه مع ذلك يمكن أن يكون أراد بقوله: إنما الربا في النسيئة فقال: هي ربا، ويجوز أن يكون قد أجاز التفاضل في الجنسين نقدًا وحرمه نسيئة. وأن يكون قد نسخ بذلك قوله:"مثلًا بمثل، فمن زاد أو ازداد فقد أربى".
ولا يجوز لأحد أن يقطع على أن ذلك خرج جوابًا لسؤال سائل، أعني خبر النسيئة لأجل أن فيه إثبات قضية ودعوى خروج على سؤال سائل لا طريق إليه وزيادة لا يقتضيها لفظ الخبر.
وكذلك فليس لأحد أن يقطع على أن خبر النسيئة ناسخ لخبر ذكر المماثلة، أو أن خبر المماثلة ناسخ لخبر النسيئة لجواز أن يكون الأمر بخلاف ذلك، وأن يكون ذكر النسيئة ورد في الجنسين المختلفين، والآخر واردًا في الجنس الواحد فلا يكون بينهما تعارض ولا نسخ.
وكذلك فليس لأحد القدح على أنهما وردا كذلك معًا لا مكان أن يكونا وردا على سبيل النسخ. وإذا كان ذلك كذلك وجب لتجويز الأمرين/ الحكم بتعارضهما وتعارض كل ما كانت حاله حالهما من الأخبار والأوامر والنواهي العامة في النفي والإثبات ووجوب الرجوع في تعرف حكم أحدهما إلى شيء سواهما من ضروب أدلة السمع، ولأن حالهما إذا كانا كذلك أظهر وأبين من تعارض العام والخاص في قدر ما تقابلا فيه. فإن لم (تكن) كذلك فهي بمنزلتهما لا محالة.
ولا وجه لقول من قال: إني أقطع على ورود خبر النسيئة على الجنسين المختلفين لإمكان وروده في المثلين أولًا، أعني تحريم التفاضل فيه نقدًا أو