للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعترض على الاستدلال بهذه الآيةً تاج الدين الأرموي بأن قوله تعالى: ((يصلون)) فيه ضميران? أحدهما عائد على الله? والآخر عائد إلى الملائكةً? وتعدد الضمائر بمنزلة تعدد الأفعال? فكأنه قال: ((إن الله يصلي وملائكته تصلي)). فهو بمثابة ذكر فعلين. ومسألتنا في استعمال اللفظة الواحدة في معنيين وليس في استعمال لفظين في معنيين.

وأجيب على هذا الاعتراض:

بأن الفعل في هذه الآيةً لم يتعدد قطعا? وإنما تعدد في المعنى? فاللفظ واحد والمعنى متعدد.

واعترض الغزالي - أيضًا - على الاستدلال بهذه الآيةً بأن لفظ الصلاةً في آلية استعمل في القدر المشترك بين المغفرةً والاستغفار? وهو الاعتناء وإظهار الشرف. فقال في المستصفي: الأظهر عندنا أن هذا إنما أطلق على المعنيين بإزاء معنى واحد مشترك بين المعنيين? وهو العناية بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - لشرفه وحرمته? والعناية من الله تعالى مغفرة? والعناية من الملائكة استغفار ودعاء.

وأجيب على اعتراض الغزالي:

بأن إطلاقها على الاعتناء مجاز لعدم التبادر إلى الذهن? وقد ثبت أن الصلاةً في آلية مشتركةً بين المغفرةً والاستغفار? فالعمل عليهما أولى لما فيه من مراعاة المعنى الحقيقي.

واعترض - أيضًا - على الاستدلال بالآية: بأنه يجوز أن يكون قد حذف الخبر لوجود قرينةً تدل عليه? كما حدث في قول الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>