يكون شيئاً موجوداً أو ما ليس بشيء. وأن الموجود لا ينفك من أن يكون وجوده عن أول أو لا عن أول, وأن كل موجودين فلابد من أن يكونا مثلين أو مختلفين, وأن الاثنين أكثر من الواحد, وأن الأجسام متى كانت موجودة فلابد من أن تكون مجتمعة أو متفرقة. وأن الخبرين المتضاد مخبرهما لابد أن يكون أحدهما صدقا والآخر كذبا, والعلم بأن تصرف من نراه من العباد مقدور ومراد له على صفة تصرفنا ⦗١٠⦘ المقدور لنا.
ونحو حصول العلم بما جرت العادة بحصوله لا محالة، من نحو العلم بحصول الشبع والري والإسكان عند تناول الطعام والشراب, وحصول الاحتراق عند مجاورة النار, والألم عند الضرب, وأن ما يرى ويوجد من الدور والقصور, وضروب الأشكال والصور من المصنوعات لا يحصل مخترعا في وقتنا والعادة بحالها إلا عند ممارسة العبادة له وحركاتهم واعتماداتهم, ونحو العلوم الحاصلة لهم بامتناع ما جرت العادة بامتناعه من إحياء الأموات وقلب الجماد حيوانا ودجلة ذهبا وشيب الغراب وابيضاض القار, وأمثال ذلك من علوم العادات, ونحو العلم بشجاعة الشجاع وجبن الجبان وبر البار وعقوق العاق والتحية والاستهزاء وإلطاط الملط وإلحاح الملح وخجل الخجل ووجل الوجل, وقصد القاصد إلى من يقصده ويخاطبه, وما يريده أحيانا بكلامه, وإرادة المعرض في كلامه, والرامز المشين بجوارحه.
والعلم بما تواترت عنه الأخبار من دعوة الرسل وشرائعهم