على جميعها ويتناولها على وجه الحقيقة, أو يتناول بعضها حقيقة وبعضها مجازًا, ولا ينبئ ظاهره عما قصد به, وإنما أخذ له هذا الاسم من اشتباه معناه على السامع وفقد علمه بالمراد به, ومنه قوله تعالى:{والْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} وهو محتمل لزمن الحيض وزمن الطهر. وقوله تعالى:{أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}. وقوله تعالى:{أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} في أمثال هذا مما يسوغ التنازع والاجتهاد في طلب معناه, وكذلك كل الأسماء المشتركة.
فأما المتشابه فيما يتعلق بأصول الديانات فكثير.
فأما ما يذكره بعض أهل التفسير وأصحاب المعاني في وصف الخطاب بأنه محكم ومتشابه, فإنه غير ثابت.
وقد زعم بعض أهل التفسير أن المحكم من الكتاب ما اتصلت حروفه, وأن المتشابه ما انفصلت حروفه نحو قوله تعالى: الم وطسم, وأمثال ذلك, وهذا ما لا تعرفه أهل اللغة.
وقال بعضهم, المحكم منه ما صح أن يعلم تأويله الراسخون في العلم, كما يصح أن يعلمه الله عز وجل, والمتشابه هو الذي ينفرد الله بعلمه دون سائر خلقه. وهذا- أيضًا- بعيد لا يعرفه أهل اللغة.