ونقل عن أبي عمار الميورفي أنه قال:"كان ابن الطيب مالكيًا فاضلًا متورعًا ممن لم تحفظ له قط زلة، ولا نسبت إليه نقيصة، وكان يلقب بلقب بشيخ السنة، ولسان الأمة، وكان فارس هذا العلم مباركًا على هذه الأمة، وكان حصنًا من حصون المسلمين، وما سر أهل البدعة بشيء مثل سرورهم بموته. ولي القضاء بالثغر، حسبت مؤلفات القاضي وإملاآته فقسمتها على أيام عمره من مولده إلى موته، فوجدت أنه يقع لكل يوم منها عشر ورقات أو نحوها".
٢ - ونقل القاضي عياض في ترتيب المدارك وابن عساكر في تبيين كذب المفتري عن شيخ الحنفية أبي بكر الخوارزمي أنه قال:"كل مصنف في بغداد إنما ينقل من كتب الناس إلى تصانيفه سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوى علمه وعلم الناس".
٣ - يقول الخطيب البغدادي في تاريخ:"إنه كان أعرف الناس بعلم الكلام، وأحسنهم خاطرًا، وأجودهم لسانًا، وأوضحهم بيانًا، وأصحهم عبارة، وله التصانيف الكثيرة المنتشرة في الرد على المخالفين من الرافضة والمعتزلة والجهمية والخوارج وغيرهم".
٤ - ونقل القاضي عياض وابن عساكر عن الخطيب البغدادي أنه قال: "كان يدرس نهاره وأكثر ليله، وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضي ورده - وكان ورده عشرين ترويحه ما تركها في حضر ولا سفر - وضع الدواة - وكان ورده عشرين ترويحه ما تركها في حضرة ولا سفر - وضع الدواة بين يديه، وكتب خمسًا وثلاثية ورقة تصنيفًا من حفظه. فإذا صلى الفجر دفعها إلى بعض أصحابه، وأمره بقراءتها عليه، وأملى عليه الزيادات.