وقد تكون أسباب لوقوع اختياره للمتكلمين عمومًا والقاضي الباقلاني خصوصًا. ولعل منها بغضه لعلم الكلام والمتكلمين. أو يكون فعله هذا انتصارًا لأستاذه أبي سليمان المنطقي الذي يعادي القاضي الباقلاني. والله أعلم.
٣ - أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي المتوفي ٤٤٦ هـ. ألفن الأهوازي كتابًا في مثالب أبي الحسن الأشعري خصوصًا وأصحابه عمومًا ورد عليه ابن عساكر بكتابه "تبين كذب المفتري" وممن ناله طعن الأهوازي القاضي الباقلاني، فقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري وهو ينقل طعن الأهوازي على الباقلاني ويرد عليه:"وأما ما ذكره في حق القاضي أبي بكر الباقلاني - رحمه الله - من أنه كان أجير الفامي، وأنه إنما ارتفع قدره بمداخلة السلاطين لا بالعلم، فهو عين الجهل والتعامي وهل ينكر فضل القاضي في العلم والفهم من شم أدنى شمة من العلم؟ فتصانيفه في الخلق مبثوثة، وعلومه عنه مستفادة موروثة، وقد كان يدرس المدة الطويلة في دار السلام، ويصنف الكتب الجليلة في قواعد الإسلام، فقوله في حقه قول من لا يتحاشى من الكذب".
وتعليق ابن عساكر على طعن الأهوازي كاف في الجواب إلا إني أضيف أن الأهوازي مثل التوحيدي مردود الشهادة لعدم تزيكة أهل العلم له من محدثين وغيرهم. ويكفيه قبحًا تجرؤه على وضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عنه تلميذه الخطيب البغدادي: أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقرآن جميعًا"، وقال عنه ابن العماد الحنبلي: "الأهوازي ضعيف".