ويدل على ذلك أيضا علم عمر-رضي الله عنه- وسائر الأمة والصحابة بأن في الستة فاضلاً ومفضولا، وقد أجاز العقد لكل واحد منهم إذا أدي إلي صلاحهم وجمع كلمتهم من غير إنكار أحد علي عمر ذلك.
وفريته علي الباقلاني خاصة والشاعرة عموما وضحت بهذا النقل.
(هـ) قال ابن حزم في كتابه الفصل "قال الشاعرة في كتبهم: الروح تنقل عند خروجها من الجسم إلي جسم آخر، هكذا نص الباقلاني في أحد كتبه، وأظنه الرسالة المعروفة بالحرة".
والذي وجدته في الإنصاف للباقلاني. والذي جزم السيد أحمد صقر في مقدمة إعجاز القرآن أنه كتاب "الحرة""ويجب أن يعلم أن كل ما ورد به الشرعة من عذاب القبر، وبسؤال منكر ونكير، ورد الروح إلي الميت عند السؤال، ونصب الصراط والميزان والحوض والشفاعة للعصاةة من المؤمنين، كل ذلك حق وصدق". فأثبت رجوع الروح للميت.
ثم هذا المذهب لم أجد من نسبه لأحد من الشاعرة، ولكن نسب هذا المذهب للقائلين بالتناسخ وهم السمينة وطائفة من الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون، ونسب للمنوية وبعض اليهود. وعرف في دولة الإسلام عن السبئية، الذين قالوا: إن عليا حلت روح الإله فيه، وعن البيانية والجناحية والخطابية والراوند من الروافد الحولية، ونسب لبعض القدرية كأحمد ابن خابط ومن تابعه. وينظر في ذلك الفرق بين الفرق للبغدادي.