ولعل هذا هو السر في هجوم ابن حزم علي الباقلاني علي الخصوص والشاعرة علي العموم. ولكن الأمر لم يقف علي الشاعرة والباقلاني، فالسب والشتم والطعن لم يفلت فيه من لسان ابن حزم إلا النادر من علماء الأمة. وقد بين العلماء حاله، وحذروا من النظر في كتبه، ومن ذلك:
١ - قال ابن السبكي في طبقاته عن كتاب الفصل:"كتابة هذا من أشهر كتبه، وما برح المحققون من أصحابنا ينهون عن النظر فيه لما فيه من الازدراء بأهل السنة".
٢ - قال ابن العماد في شذرات الذهب: كان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد يسلم أحد من لسانه، فنفرت منه القلوب، واستهدفت الفقهاء وقته، فتمالؤا علي بغضه، وردوا قوله، وأجمعوا علي تضليله، وشنعوا عليه، وحذروا سلاطينهم من قتنتة، ونهوا عواملهم عن الدنو منه، والأخذ عنه، فأقصته الملوك وشردته عن بلاده. ونقل عن "العريف" قوله المشهور: "كلن لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين".
٣ - نقل سعيد الأفغاني في كتابه ابن حزم الأندلسي عن أبي بكر ابن العربي أنه قل:"نشأ ابن حزم وتعلق بمذهب الشافعي، ثم انتسب إلي داود، ثم خلع الكل، واستقل بنفسه، وزعم أنه إمام الأئمة، يضع ويرفع، ويحكم ويشرع، وينسب إلي دين الله مالي منه، ويقول عن العلماء مال يقولوا، تنفيرا للقلوب عنهم".
٤ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: "ابن حزم خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل