وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان:"وكان كثير التطويل في المناظرة مشهورًا بذلك عند الجماعة".
وقد ذكر أبو المظفر الاسفرائيني في كتابه التبصير في الدين "إن كتاب الباقلاني الكبير في الأصول اشتمل على عشرة آلاف ورقة".
وبعد أن ألفه شعر القاضي الباقلاني لطول الكتاب أنه بحاجة إلى اختصار، فاختصره في الأوسط. ثم شعر ثانية أنه في حاجة إلى اختصار، فاختصره في الصغير - وهو الذي بين أيدينا - وهذا الكتاب ذكر ابن السبكي أنه كان عنده في أربع مجلدات. ومعظم من ينقل آراء الباقلاني ينقلها منه، ولذا كان أكثر تداولًا من الكبير والأوسط.
ولم يبلغني أن أحدًا شرح الكتاب الذي بين أيدينا، وذلك لأنه مبسوط العبارة مع أنه مختصر لكتابه الكبير. ولذا فإن كتابه الكبير يقوم مقام الشرح له، ولذا كان يحيل عليه وعلى الأوسط في كتابه الذي بين أيدينا. وحتى ولو قدر له أن شرح، فلا يتصور أن يكون في قيمة أصله، لأن خير من يشرح عبارة مؤلف من المؤلفات هو مؤلفه، لأنه أعلم بمقصوده.
والكتاب الذي بين أيدينا مع أنه مختصر لكتاب من قبل مؤلفه، فهو أيضًا أشد حاجة من الشرح إلى ربط أفكاره بعضها مع بعض، لأن طوله قد ينسي المتأخر المتقدم. كما أنه بحاجة إلى بيان مواضع الإحالات الكثيرة، التي كان يحيلها على كتبه الأخرى الأصولية وغيرها.
وشعر إمام الحرمين الجويني - رحمه الله - أن الكتاب بحاجة إلى اختصار، ولذا قام بالمهمة فاختصره قبل أن يصنف كتابه "البرهان" الذي