استقلت فيه شخصيته العلمية، والذي أكثر فيه من مخالفة القاضي الباقلاني، وقد سمى إمام الحرمين المختصر ب "تلخيص التقريب".
وتلخيص التقريب عندي صورة لمخطوطته في ٢١٠ ورقات، كل ورقة فيها خمسة وعشرون سطرًا. وهي مكتوبة بخط دقيق. وفي هوامشها مقابلات. وبأولها تمزيق وسقط لعبث الأرضة بها في أكثر من عشرين ورقة من أولها. وسقط من وسطها ورقة كاملة لعلها من المصور. ويوجد للمخطوط صورة في قسم مخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة برقم (١٨٧٢) والأصل موجود في جامع المظفر بتعز بالجمهورية اليمنية برقم (٣١٤).
وبمقابلة الكتاب الذي بين أيدينا بكتاب إمام الحرمين وجدت أنه اختصره إلى النصف تقريبًا. وقد كان في اختصاره له مقرًا لأقواله قلما يخالفه في رأي كسائر المبتدئين في متابعة من يشتغلون بكتبهم. وهذا كان هو شأن الغزالي مع إمام الحرمين، كان متابعًا له في كتابه المنخول. ولكن لما نضج فكره واستقلت شخصيته وألف المستصفى خالف إمام الحرمين في كثير من اختياراته.
وكثير ممن ينقل آراء الباقلاني من المتأخرين يعتمد في نقلها على "تلخيص التقريب" لإمام الحرمين. وقد حدث خلط من بعض الأصوليين بين كتاب إمام الحرمين " التلخيص" وبين الكتاب الذي نحققه، لأن بعض الأصوليين يطلق على هذا الكتاب "مختصر التقريب" وبعضهم يقرن اسم الكتاب باسم المؤلف فيقرنه بإمام الحرمين، أو بالباقلاني، فيكون تمييزًا لأحدهما عن الآخر.