للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا رأى أمراً فظيعاً تَقضَّى ثم تجدّد مثلُه، أنشد:

إذا لهبٌ من جانب بأخَ شرُّه … ذكا لهب من جانبٍ فتضرّما (١)

وإذا حضر مَحفِلاً من محافل النّظَر وكلمه خصمٌ فدفعه، وانبرى له خصمٌ آخر، أنشد:

إذا ما دفعنا هؤلَاء جاء هؤلَاء … إلينا فكلٌّ بالعداوة مولعُ

وإذا كثُر الصَّياحُ في المحفِل، أنشد:

يا أيّها الراكبُ المزجِى مطيّتهَ … سائلْ بنى أسدٍ ما هذه الصوتُ (٢)

وإذا قيل له: كثر أخصامك، أنشد:

تفور علينا قِدرُهم فنُدِيمُها … ونفثؤها عنا إذا حَمْوُها غلا (٣)

وإذا بدأه سائلٌ بالسؤال مناظرا له، أنشد:

قرَّبا مَرْبَطَ النعّامة منَّى … لقِجتْ حربُ وائلٍ عن حِيالِ (٤)

وإذا نُعى له حميمٌ أو ذو مودّة، أنشد:

ليس عُدم الأموال عُدماً ولكنْ … فَقْدُ من قد رزئتُه الإعدام (٥)


(١) باخ: سكن وفتر.
(٢) لرويشد بن كثير الطائي. الحماسة ١: ٤٧ واللسان (صوت). المزجى: السائق، وقد أنت الصوت. وفي اللسان: إنما أنثه لأنه أراد به الضوضاء والجلبة. ويصح أن يراد بالصوت ما يبلغه عنهم.
(٣) البيت للنابغة الجعدي، كما في مقاييس اللغة (دوم، فور، فثأ) واللسان (فثأ، دوم).
يقال أدام القدر إدامة، إذا سكن غليانها بالماء. وكذلك فثأها: سكن من غليانها. والحمو والحمى: شدة الحرارة. ورواية المقاييس واللسان: «حميها».
(٤) للحارث بن عباد، كما سبق في «لم أكن من جناتها». المربط، بفتح الباء وكسرها:
موضع ربط الدابة. والنعامة: اسم فرسه. عن حيال، أي بعد حيال. والحيال: ألا تحمل الناقة. عنى أن الحرب هاجت بعد سكون.
(٥) لأبى دواد الإيادى. العمدة ١: ٦١ والوساطة ٤٧، وبه قيل إن أبا دواد أشعر الناس. ويروى: «لا أعد الإقتار عدما».

<<  <  ج: ص:  >  >>