للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا ذكَر صديقاً له بنقضه العهدَ، أنشد:

ألم تر ما بيني وبين ابن خالد … من العهد قد بالت عليه الثعالب (١)

وإذا هدّده عدوّا وتوعّده أنشد:

فإن قناتنا يا عَمرُو أعيَتْ … على الأعداء قبلك أن تلينا (٢)

وإذا شكى أخٌ له جَنَى عليه، أنشد:

بل جناها أخٌ عليَّ كريمٌ … وعلى أهلها بَراقِشُ تجنِى (٣)

وإذا رأى ذا بشاشة وظاهره يبدي خلافه، أنشد:

يبُدِي البشاشةَ حين تبصره … وله إليك عقاربٌ تَسرِى

وإذا أساَء إليه صديقٌ وحلمُ هو عنه، أنشد:

فلا تُوبسوا بيني وبينكم الثرّى … فإنّ الذي بيني وبينكُم مثْرِي (٤)

وإذا ذُكِر رجلٌ ببعُد الغور، أنشد:

ولم يخشوا مصالته عليهم … وتحت الرّغوة اللبن الصريح (٥)


(١) في الأصل: «بنى خالد»، تحريف.
(٢) لعمرو بن كلثوم في معلقته. وعمرو في هذا البيت هو عمرو بن هند. والعرب تستعير للعز اسم القناة.
(٣) لحمزة بن بن بيض في اللسان (برقش). وبراقش: اسم كلبة نبحت على جيش مروا ولم يشعروا بالحي الذي فيهم الكلبة، فلما سمعوا نباحها علموا أن أهلها هناك، فعطفوا عليهم فاستباحوهم، فقيل في المثل: «على أهلها تجنى براقش». وقبل هذا البيت:
لم تكن عن جناية لحقتني … لا يسارى ولا يميني جنتنى
(٤) لجرير في ديوانه ٢٧٧ والمقاييس (ثروى) واللسان (ثرا). قال أبو عبيدة: «من أمثالهم في تخوف الرجل هجر صاحبه: لا توبس الثرى بيني وبينك». ويقال: الذي بيني وبين فلان مثر، أي إنه لم ينقطع.
(٥) من أبيات في مجالس ثعلب ٨ - ٩ بنسبتها إلى رجل من سليم. ونسب في البيان ٣: ٣٣٨ إلى أبى محجن الثقفي، وليس في ديوانه. ونسب في اللسان (فصح) إلى نضلة السلمى. المصالة: مصدر ميمى من صال يصول. والرغوة، مثلثة الراء. والصريح: الخالص.
أي إنما تعرف الأشياء بالتكشيف عن بواطنها. وأنشده في المقاييس (فصح): «اللبن الفصيح»، وهو الذي أخذت عنه الرغوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>