للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا عزَّى إنساناً وآساه، أنشد:

لكلَّ هٍمّ من الهموم سَعَهْ … والمُسي والصُّبح لا بقاءَ معَهْ (١)

وإذا كاتَمَ إنساناً وأضمر له ما يعرفه من التلوُّن، أنشد:

فإنَّ الله لا يخفى عليه … علانية تراد ولا سرار

وإذا رأى إنساناً تغيَّرت عن غِنًى حالُه (٢) أنشد:

إن الفَتى يقُتُرِ بعد الغنى … ويَغتنى من بعد ما يفتقر (٣)

وإذا قيل له: مضَى فلان وورث وارثه مالَه، أنشد:

قد يجمع المالَ غير آكِلهِ … ويأكل المالَ غيرُ من جَمعه (٤)

وإذا رأى رجلاً أثنى على آخَرَ وهو لا يعرفُه، أنشد:

لا تحمدنَّ امرأ حتى تجرَّبه … ولا تذمنَّه من غير تجريبِ (٥)

وإذا نُعىِ له رجلٌ عظيم الشأن، أنشد:

لما أتى خبَرُ الزُّبيرِ تواضعت … سور المدينة والجبال الخشّع (٦)


(١) للأضبط بن قريع، وهو أحد المعمرين من العرب. كتاب المعمرين للسجستاني ٨ ومجالس ثعلب ٤٨٠ والأمالي ١: ١٠٧ والأغانى ١٦: ١٥٤ وحماسة ابن الشجري ١٣٧ والخزانة ٤: ٨٩ والمثل السائر ١: ٢٦٠.
(٢) في الأصل: «تغيرت عنى حاله».
(٣) البيت لعمرو بن أحمر، من أبيات له في اللسان (رنا) وطبقات ابن سلام ١٩١، أقتر: قل ماله.
(٤) للأضبط بن قريع. انظر الحاشية الأولى.
(٥) لأبى الأسود الدؤلي. حماسة البحتري ٣٧٠.
(٦) البيت لجرير في ديوانه ٣٤٥ والخزانة ٢: ١٦٦ من قصيدة بهجو فيها الفرزدق ورهطه بنى مجاشع الذين منهم عمرو بن جرموز قاتل الزبير بن العوام. وكان ابن جرموز قد قدم على أمير المؤمنين على وهنأه بالفتح وأخبره بقتله الزبير، فقال له على: أبشر بالنار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وفي ذلك يقول ابن جرموز:
أتيت عليا برأس الزبير … وقد كنت أحسبها زلفه
فبشر بالنار في قتله … فبئس بشارة ذي النحفه
ثم إن ابن جرموز جاء إلى مصعب بن الزبير وكان واليا على العراق من قبل أخيه عبد اللّه فقال: اقتلنى بالزبير! فكتب في ذلك إلى أخيه، فكتب إليه عبد اللّه: أنا لا أقتله بالزبير

<<  <  ج: ص:  >  >>