للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا جَهِل عليه جاهلٌ وللجاهل عدوٌّ حاضر لا يجترئ عليه، أنشد:

جهلاً علينا وجبنا عن عدوَّكمُ … لبئست الخلَّتان الجهلُ واُلجُبنُ (١)

وإذا مات له خليلٌ يعزُّ عليه فقده، أنشد:

ألا ليمتْ مَن شاء بعدك إنمّا … عليك من الأقدار كان حذارِيا (٢)

وإذا قيل له. استتر لك فلانٌ وخَدعَك، انشد:

وقد كنت مجرور اللَّسانٍ ومفحَما … فأصبحت أدرى اليوم كيف أقولُ (٣)

وإذا ذكر إخوانهَ الذين سلفَوا، أنشد:

أولئك إخوانُ الصَّفاء رُزِئتُهم … وما الكفُّ إلا إصبعٌ ثم إصبعُ (٤)

وإذا نَجُب ابن امرئٍ بعد موته، أنشد:

لعمركً ما وارى الترابُ فعاله … ولكنّه وارى ثيابا وأعظما (٥)


ولا بشسع نعله. فلم يقتله. والنحويون يجعلون هذا البيت شاهدا لاكتساب بعض الأسماء التأنيث من بعض، لأن السور هنا بعض المدينة. وذهب أبو عبيدة أن «السور» جمع سورة بالضم، وهي كل ما علا، فلا شاهد في البيت. الخشع، أي التي صارت خاشعة لاطئة بالأرض لموته.
(١) البيت لقعنب بن أم صاحب، في حماسة أبى تمام ٢: ١٨٨ والبحتري ٣٩٢.
(٢) في الأصل: «حذارى»، صوابه في اللسان (ملا) ومحاضرات الراغب ٢: ٢٢٩.
وقبله، وهو في رثاء يزيد بن مزيد الشيباني:
وقد كنت أرجو أن أملاك حقبة … فحال قضاء اللّه دون رجائيا
وانظر العقد: ٢: ٢٨٧ طبع لجنة التأليف.
(٣) البيت للفقيمى، وهو قاتل غالب أبى الفرزدق. البيان ٣: ٢١٤، ٣٢٦ ومحاضرات الراغب ٢: ٧٤. وفي الأصل: «محزوز» صوابه في البيان. وفي المحاضرات: «محرور» محرفة أيضا. وأصل المجرور الفصيل يشق لسانه لئلا يرضع، يقال جر الفصيل وأجره.
قال عمرو بن معد يكرب:
فلو أن قومي أنطقتى رماحهم … نطقت ولكن الرماح أجرت
(٤) البيت لأبى حناك البراء بن ربعي الفقعسي، في الحماسة ١: ٣٥١ والمضنون به على غير أهله لعز الدين الزنجاني ٣٤٤ طبع ١٣٣١. وقبله:
أبعد بنى أمي الذين تتابعوا … أرجى الحياة أم من الموت أجزع
ثمانية كانوا ذؤابة قومهم … بهم كنت أعطى ما أشاء وأمنع
(٥) أنشده أبو تمام في الحماسة ١: ٣٨٣ ولم ينسبه. وقبله:
إذا ما امرؤ أثنى بآلاء ميت … فلا يبعد اللّه الوليد بن أدهما

<<  <  ج: ص:  >  >>