للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا رأى قوماً ذوِى صُورَ ولا أحلامَ لهم، أنشد:

لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ … جسٍمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ (١)

وإذا اقتضَى صديقاً وعداً، أنشد:

قضَى كلُّ ذي دين فوفى غريمه … وعزّة ممطول معَّنى غريمُها (٢)

وإذا شيّع فريقين وأخَذَ كلُّ واحد غيرَ طريق الآخر، أنشد:

فريقانِ منهم سالكٌ بطنَ نخلةٍ … وآخرُ منهم سالك نجد كبكبِ (٣)

وإذا لم يزُره أخوه زاره هو، وأنشد:

أزوركمْ لا أكافِيكمُ بجفوتكم … إن المحبَّ إذا لم يزرْ زارا (٤)

وأنشد أيضاً فيه:

وما كنت زوَّاراً ولكنَّ ذا الهوى … إذا لم يُزرْ لا بد أن سيزورُ (٥)

وإذا وصف رجلا بالعفّة والإعراض عن الزَّنا، أنشد:

والله لو كانت الدنيا وزينتهُا … في بطن راحِتِه يوما لألقاها

وإذا قيل له: إن أمثالك قليل، أنشد:

وما ضرَّنا أنا قليل وجارُنا … عزيزٌ وجار الأكثرين ذليل (٦)


(١) البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ٢١٤ من قصيدة يهجو بها بنى الحارث بن كعب - وانظر الحيوان ٥: ٢٢٩ والخزانة ٤: ٥٣ - ٥٦ وسيبويه ١: ٢٥٤. الأحلام: العقول.
(٢) البيت لكثير عزة في حماسة ابن الشجري ١٥٤ والأغانى ٨: ٣٥، ٣٦ ومحاضرات الراغب ١: ٢٢٩.
(٣) لامرئ القيس في ديوانه ٧٧ ومعجم البلدان، رسم (كبكب).
(٤) البيت للعباس بن الأحنف في ديوانه ٧٣ وخاص الخاص ٩٣ ومحاضرات الراغب ١: ٣٠٥ برواية: «نزوركم لا نكافيكم». وفي الأصل هنا: «لأكافيكم»، تحريف - وبعده في الديوان:
ستقرب الدار شوقا وهي نازحة … من عالج الشوق لم يستبعد الدارا
وفي محاضرات الراغب ٢: ١٥: «يقرب الشوق دارا».
(٥) للأحوص، الكامل ٣٢١ ليبسك. وقبله:
أدور ولولا أن أرى أم جعفر … بأبياتكم ما درت حيث أدور
(٦) للسمو أل بن عاديا. انظر ما سبق في ص ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>