للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعرب تسمي الصغير الرأس: رأس العصا. وكان عمر بن هبيرة (١) صغير الرأس، فقال فيه سويد بن الحارث:

[من مبلغٌ رأسَ العصا أن بيننا … ضغائن لا تنسى وإن قدم الدهرُ

وقال آخر (٢)]:

[من مبلغٌ رأسَ العصا أن بيننا … ضغائن لا تنسى وإن هي سلَّتِ

رضيتَ لقيسٍ بالقليل ولم تكن … أخاً راضياً إنْ صدر نعلك زلَّت

أي لم تكن قيس ترضى لك بالقليل.

وقال أبو العتاهية في والبة بن الحباب وقومه وكانت رؤوسهم صغارا:

رؤوس عصيٍّ كن في عود أثلةٍ … لها قادحٌ يفري وآخر مخربُ (٣)

وفي حديث زواجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد (٤) رضي الله عنها وقد تكلم أبو طالب وذكر رغبته فيها فقال قائل منهم (٥): «ابن أخيك الفحل لا يقرع بالعصا أنفه». وذلك أن الفحل اللئيم إذا أراد الضراب في الإبل ضربوا أنفه بالعصا.

وفي خطبة الحجاج: «والله لأعصبنكم عصب السلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل». وذلك أن الأشجار تعصب أغصانها لتجتمع، ثم تخبط بالعصا ليسقط ورقها وهشيم العيدان لتأكله الماشية.


(١) عمر بن هبيرة بن سعد بن عدي بن فزارة، ولى العراقين ليزيد بن عبد الملك ست ستين وكان يكنى أبا المثنى. المعارف ٢٨٦.
(٢) هذه التكملة من البيان ٣: ٤١.
(٣) القادح: أكال يقع في الشجر والأسنان. انظر البيان ٣: ٤١.
(٤) الخبر يروى في زواجه من خديجة، كما في اللسان (قدع، قرع)، ويروى في زواج من أم حبيبة.
(٥) القائل في خبر خديجة هو ورقة بن نوفل أو عمرو بن أسد بن عبد العزى، كما في اللسان، وفي خبر أم حبيبة أبو سفيان بن حرب، كما في البيان ٣: ٤٤. وفي خ: «قائلهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>