للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لشد ما سمع بك في الأملاء (١)، وسرك بالإجراء في الخلاء (٢)، وأرسلك سائماً ورتع في خلاء، كفته في معاني القرآن زحلوفاته الزل الضل، وكمته في نحوه عثراته التي يدمى منها الأظل، مما تحك في الدلى والدوى (٣) ومطارحك السلام على ذي الروى المروى، لقد أعلك بواضحها وأبل، وأغلك من فاضحها ما أسلَّ (٤)، ورماك يا رجيم بدائه وانسل، فتصنعت بمعار حلاه، وتنطقت بما تلاه، وتشبعت بالعار الذي تولاه، كالخصيِّ يفخر بمتاع مولاه.

كثاقبة لحلى مستعار … بأذنيها فشانهما الثقوب (٥)

فردَّت حلىَ جارتها إليها … وقد بقيت بأذنيها ندوب

أولى لك يا زفر، يا است عيرٍ يحكه الثفر، حين نهقت، وبلسان العرب سباتك (٦) تفقهت، فقلت:

أولئك قومي إن بنوا شيدوا البنى … وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

مالك يا وقاح، ولهذا الحي اللّقاح (٧)، تفوّهت بكلامهم، ونفهت عن أفهامهم (٨)، وأهللت بشعارهم، وتمثّلت بأشعارهم، وشحجت في أعيارهم، وما نارك من نارهم (٩). هلا رتقت بفطانتك، ونطقت بعجمتك ورطانتك.


(١) التسميع: التشهير. والأملاء: جمع ملأ، وهم أشراف القوم.
(٢) نظر إلى المثل: «كل مجر في الخلاء يسر»، والمجرى: الذي يجرى دابته، فهي في الخلاء لا منافس لها.
(٣) المماتحة: مفاعلة من المتح، وهو جذب رشاء الدلو. والدلى: جمع دلو.
والدوى: المفازة.
(٤) يقال: أسله اللّه فهو مسلول، شاذ على غير قياس.
(٥) لابن هرمة في الأغانى (٥: ٢٨).
(٦) السباة: جمع ساب، من السبي وهو أخذ الناس عبيدا وإماء.
(٧) حي لقاح، كسحاب: لم يدينوا للملوك ولم يملكوا ولم يصبهم في الجاهلية سباء.
(٨) نفه: أعيا وكل وضعف.
(٩) النار: السمة. وأصلها سمة الإبل، تجعل كل قبيلة لإبلها سمة خاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>