للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أظنك شاهدت لياليهم بالجمع (١)، أو قعدت منهم مقاعد للسمع، ودانيت السرار فاسترقت (٢)، وضمك السرار فأغدقت، وأعجزك النزع فأمرقت (٣)، وأورقت وما أخرفت، ثم فسلت، وظننت أنك طلت، بل سفلت، وحيث وجب لك أن تسجد بلت.

وقيل يا رخمُ انطقى … في الطير إنك شر طائر (٤)

فأنت بما هي أهله … والغي من شلل المحاور (٥)

أما كان لك يا لئيم الجدود، ومدرئ الحدود، ولآبائك لفظٌ تحكيه، أو لذوي ولائك من العجم قبر بجلق تبكيه (٦)، أو نحوٌ بلسانك تضعه، أو لحنٌ في شأنك تخفضه وترفعه، فقاولت العرب بلسان هامان، وناضلتها بطمطمة بيحائيل ورومان فتذرها تسبر ما خلقت، وتصبر لسبائك على لكنك لما صدقت.

فما على البدر من نبح الكلاب ولا … يوماً على البحر يرمى فيه بالحجر

هذا جزاؤها في تدريبك وتعليمك، وتصريف ألفاتها في حلقة ميمك، فلا ماء وجهك أبقيت، ولا حرح أمّك العفلاء أنقيت. ما أنبذك يا نبيذ لذمامها، وأقل شكرك على كفالتها لك وإلقاء أقلامها (٧)، لكن أمنت سورة إقدامها


(١) جمع هي المزدلفة، وفيها يقول ابن هرمة:
سلا القلب إلا من تذكر ليلة … بجمع وأخرى أسعفت بالمحصب
(٢) السرار، بالكسر: المسارة. استرقت، يريد استرقت السمع.
والسرار: بالفتح جمع سرارة، وهي من الوادي: أفضل موضع فيه.
(٣) أمرق السهم إمراقا: جعله يمرق من الرمية وينفذ.
(٤) للكميت. الحيوان (٣: ٥٢٠). وأوله فيه: «إذ قيل».
(٥) كذا ورد في الأصل.
(٦) إشارة إلى قول النابغة:
لئن كان للقبرين قبر بجلق … وقبر بصيداء التي عند حارب
والقبران يعنى بهما صاحبي القبرين، وهما يزيد بن الحارث الأعرج، وأبوه الحارث الأعرج، والنابغة يمدح عمرو بن يزيد بن الحارث الأعرج ويمجد أباه وجده.
(٧) فيه نظر إلى تنازع الأحبار وزكريا في كفالة مريم وإلقائهم الأقلام لتحكم أيهم يكفلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>