للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضمنت عن مثلك سعة أحلامها، فساجلتها بخلق أرمامها (١)، وجاذبتها فضول كلامها. «ليس قطاً مثل قطي»، ولا الرشد من الغيّ.

يموت الفتى من عثرة بلسانه … وليس يموت المرء من عثرة الرحل (٢)

فروغى جعار (٣)، وبنار الإنصاف بدار.

من يهن يسهل الكلام عليه … ما لجرح بميّت إيلام (٤)

وبعد قرع صفاك، وصفع قفاك، ننتقل إلى نقلة أديانكم، وجهلة أحباركم ورهبانكم، وإقامة أقانيمكم الثلاثة في سنودساتكم الست وهذيانكم، ثم نرسل عليكم خيل البيان شزباً غراثا (٥)، ونبعثها ملاحم تنسى الكلاب وملهماً وبعاثا (٦)، وتنقض ما غزلت أمك الورهاء بعد قوّة أنكاثا.

هما الشّظاظان فحولى حولكا … لأقطعنّ بالمرار حبلكا (٧)

اشدد حيازيمك للمناقش، واجذذ جراميزك عن المناهش، فعلى أهلها دلت بأذاها براقش، أتظن أن تقنع منك اليمن بالأرش، أو سبأ الحاضرون برد العرش (٨)، هذا يا ضب أشد من الحرش، نكرت يا نكير، ويا عوير، أن تتحامى الشّعرة أبؤسها بالغوير، لو حلّ رائدها أرض تبالة، لما حرم ولا تواله، ولكنّما أعرضت عنه تبالة، ورأى أكمةً فتباله، وترك الضّغث والإبّالة، وجهد أن


(١) يقال حبل أرمام، أي بال، وصف بالجمع، كأنه جعل كل جزء منه واحدا ثم جمع. وفي الأصل: «أزمامها».
(٢) البيت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين. العقد ٢: ٤٧٣.
(٣) جعار، كقطام: اسم للضبع. والمثل بتمامه: «روغى جعار وانظرى أين المفر».
يضرب لمن يروم أن يفلت ولا يقدر على ذلك.
(٤) البيت للمتنبى في ديوانه (٢: ٣٣٨) بشرح العكبري، برواية: «يسهل الهوان».
(٥) شزب: جمع شازب، وهو الضامر. والغراث: جمع غرثان، وهو الجائع.
(٦) الملاحم: الحروب الشداد. الكلاب وملهم وبعاث: مواضع كان بها بعض أيام العرب.
(٧) المرار: الحبل الذي اجيد فتله.
(٨) في الأصل: «الحاضرين»، تحريف. وهو نظر إلى قول الأعشى:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ … يبنون من دون سيله العرما

<<  <  ج: ص:  >  >>