للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فروجهن لغراميل العلوج، بوظيفة دينارين ونصف دينار في السنة على كل واحدة وقفها على مأكله ومشربه، وجعلها سنة باقية في عقبه.

فلولا الريح أسمع من بنجد … صليل البيض تقرع بالذكور (١)

فيا لها نعمة، أضاعت طعمة، وغنم إفادة، جلبتها قيادة، وزكاء خراج، يمخض زبده إدخال وإخراج، ويملأ في كل فيقة عسَّ أبي سواج (٢)، أتحيط، يا بليط، بهذه الروايات حسباناً، أو تحصل لها بظوراً أو جوفانا. لقد نبهت بهذا السماع هاما، وقلقلت للقراع بها يلملما وشماماً. أظنك هذا اعتمدت، أو جمعت قافات الكندي (٣) وأنشدت:

شرف ينطح النجوم بروقي … هِـ وعزٌ يقلقل الأجبالا (٤)

فهلا يا جاهل، وشر مباهل، سقت البيت الثاني بعده والثالث (٥)، وضفتهما بشرف قومك على إيقاع المثاني والمثالث، أأردت يا ضبع أن تخلع فخارها التغلبي، وتكسوه مغلوبه الدمستق (٦) المسبي، إذ أذاقه سيف الدولة بأساً ونكالاً، وغطى منه ببنية الحدث جبينا وقذالا (٧).


(١) البيت لمهلهل. والرواية المعروفة: «أهل حجر». وانظر حواشي البيان (١: ١٢٤).
(٢) أبو سواج: رجل من ضبة كان قد جاور في بنى يربوع فخانوه في أهله، فاحتال لمن خانه - وهو صرد بن حمزة اليربوعي - بأن سقاه ماء رجلين تداولا مباضعة إحدى الإماء، فعير بنو يربوع بذلك. انظر شروح سقط الزند ١٧٨٥ - ١٧٨٨.
(٣) يعنى المتنبي، وهو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي.
(٤) من قصيدة له في مدح سيف الدولة. الديوان (٢: ١٠٤) بشرح العكبري.
وانظر ما سيق في ص ٢٥١.
(٥) هو قوله:
حال أعدائنا عظيم وسيف ال … دولة ابن السيوف أعظم حالا
كلما أعجلوا النذير مسيرا … أعجلته جياده الإعجالا
(٦) الدمستق: ملك الروم، وفي الأصل: «الدمستقى».
(٧) يعنى ببنية الحدث قلعتها. والخدث: مدينة بين ملطية وسميساط.

<<  <  ج: ص:  >  >>