للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجداء والحملان، وكوم متون الجفان، فلنا منها البضيع بعد الذكاة والسديف، والوشيق المسرهد والقدير المعجل والشواء الصفيف:

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى … وأسيافنا يقطرن من نجدة دما (١)

وأما القيان والقنيان: والمعاقرة والدنان، فنحن اخترنا صرفها، واختبرنا صفوها وعفوها، وأخذنا في الجاهلية وصفها، وأهدينا أنفاس النسيم شذاها وعرفها، ومنكم غارس حبلها وآبرها، ومنقحها وزابرها، وسالف سليلها وعاصرها، ومنا أبو عذرها وفاطرها، ومديرها بحديث الركبان ومعاقرها، تدوسونها لنا بالأرجل، وتقتلونها قبل حلول الأجل، ثم تجلبونها من جواثي والرس، وتسبونها من قطربلّ وبيت رأس، وتجهزون بها بناتكم بأكواب الساج، ومدارع الدّيباج، فيرشفنها بالشفاه قبل الزجاج، وبهذا توفرت على ضغنها في المزاج، وأخذت من رؤوسنا ثأرها عند أرجل الأعلاج، فلنا الحلب، وعليكم الجلب.

ومنا الأجر، وإليكم التجر، ومن بضائع القهر، ثمن البضع والشّكر، وكالئ المهر (٢).

مستردفات فوق جرد أوقرت … أكفالها من رجح الأكفال

ولا حرب، إن شدهت العرب، بربات الشنوف، وولهت بوطف الجفون وذلف الأنوف، ودلهت بعزف القيان والشرب بالمعلم المشوف:

فإذا ما شربوها وانتشوا … وهبوا كل جواد وطمر (٣)

ثم راحوا عبق المسك بهم … يلحفون الأرض هداب الأزر

لهم عرف النسيب والتشبيب، وعليهم وقف التّسهيد والتعذيب، ولهم


(١) لحسان بن ثابت في ديوانه ٣٧١.
(٢) الكالئ: النسيئة المتأخر.
(٣) لطرفة بن العبد في ديوانه ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>