للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظاهره من قبله العذاب، لا يستكف الغرب، إلا بالغرب، ولا يقطع الحديد إلا بالحديد، ودفع الشر بالشر أحزم. فمتى أدوا إليكم الإتاوة، وحملوا لكم الإداوة (١)، وهم يحمونكم حمى القروم أشوالها، ويمنعونكم منع الأسود أشبالها.

أم تراكم تركتم لهم الشام رعياً لذمامهم، وصلة لأرحامهم!!

(وفي فصل): وفخرت بالرياضية والأرضية، صدقت ونبت عني في الجواب.

هي كالرياض سريعة الذيول، كثيرة الجفول، زهر مشرق، ونور مطرق، لا ثمر، ولا كثر (٢).

وهل في الرياض لمستمتع … سوى أن يرى حسن أزهارها

وكالأرض الأريضة، ذات العرصة العريصة، لابناء فيحل، ولا سماء فيظل (٣)، يدفن فيها الأموات، وتخمد فيها الأصوات.

وأما الاسترلوميقي الهندسية (٤) فعلم عملي مبنى على التقاسيم، والتراسيم، وكله آلات، للحالات، وأدوات، للذوات، ومساحات، للساحات، وأمداد، للأعداد، وفي أفانين، القوانين، ليس فيها معنى من تحصيل دقائق الفصول، ولا تفصيل حقائق المحصول، فأهلها عمال ممتهنون، وبأشكالها مرتهنون، والعرب بعيدة من المهنة، نافرة من الخدمة. ومن قولكم أن قسم العلم أفضل من قسم العمل فهي إذن أرذل القسمين، وأسقط العلمين.

والجومطريقي علم الهيئات، والطوالع وكورها، وجنسها ذو نوعين (٥)، وبابه على مصراعين، القضايا، وليست وصايا (٦). أما الأوّلون فقسموها (٧) على


(١) الذخيرة: «وأملوا».
(٢) الكثر، بالفتح وبالتحريك: طلع النخل. وفي الحديث: «لا قطع في ثمر ولا كثر».
(٣) السماء مؤنثة، وإذا ذكرت عنوا بها السقف. اللسان (سما).
(٤) انظر ما سبق في ص ٢٥١.
(٥) هذا ما في الذخيرة. وفي الأصل: «وجسمها فذو نوعين».
(٦) هذا ما في الذخيرة. وفي الأصل: «وليست برضايا».
(٧) الذخيرة: «فبنوها».

<<  <  ج: ص:  >  >>