للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ أبا الخير على جهله … يخفّ فى كفّته الفاضل

عليله المسكين من شومه … فى بحر هلك ما له ساحل

ثلاثة تدخل فى دفعة … طلعته والنعش والغاسل

ولبعضهم:

لأبى الخير فى العلا … ج يد ما تقصّر

كلّ من يستطبّه … بعد يومين يقبر

والذى غاب عنكم … وشهدناه أكثر (١)

ومما قيل فيه:

جنون أبى الخير الجنون بعينه … وكلّ جنون عنده غاية العقل

خذوه فغلّوه وشدّوا وثاقه … فما عاقل من يستهين بمختلّ

وقد كان يؤذى الناس بالقول وحده … فقد صار يؤذى الناس بالقول والفعل [*]

وأما المنجّمون الآن بمصر فهم وأطباؤهم كما قد الشّراك من الجلد، بل كما حذيت النّعل بالنعل، لا يتعلّق أمثلهم من علم النجوم بأكثر من زايجة يرسمها (٢) ومراكز يقوّمها. فأما الإمعان والتبحّر فى معرفة الأسباب والعلل (٣)، والمبادى


(١) فى نسخة الأصل: «وسمعنا بوصفه». وأثبت ما فى ق وابن أبى أصيبعة. ولم يرو القفطى هذه الأبيات.
(٢) جاء فى «مفاتيح العلوم» «للخوارزمى ١٢٧: «الزائجة هى صورة مربعة أو مدورة تعمل لمواضع الكواكب فى الفلك لينظر فيها عند الحكم لمولد أو غيره. واشتقاقه بالفارسية من زائش، أى المولد، ثم أعربت الكلمة فاستعملت فى المولد وغيره». وجاء فى معجم استينجاس (٦٠٨): «زايجة astronomical tables» أى الجداول الفلكية. وفى نسخة الأصل: «زايرجة»، وأثبت ما فى ق. والزايرجة، هى - كما ذكر ابن خلدون فى المقدمة - فرع من فروع علم السيميا، يمكن بها استخراج الأجوبة من الأسئلة بارتباط بين الكلمات. فمن الزايرجة المنظومة يستطاع معرفة الأجوبة بطرق خاصة، وحساب معين يدخل فيه الجمع والطرح والضرب. وهناك كلمة أخرى مماثلة، وهى الزيج، وتجمع على أزياج. والزيج: صناعة حسابية بقوانين عددية يمكن بها معرفة الشهور والأيام والتواريخ الماضية والمستقبلة، وهو الدستور لما يسمى عند الفلكين بالتقويم.
(٣) هذا ما فى ق. وفى نسخة الأصل: «ومعرفة الأسباب والعلل».

[*] (تعليق الشاملة): هذا الكلام ورد فى إخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطى ص ١٥٩. [أفاده في المستدرك]

<<  <  ج: ص:  >  >>