للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمورهن، نشيطات للخدمة، ويصلحن للتّوليد واللذة، لأنهن أحدب شيء على ولد.

وأبو عثمان - وهو من سماسرة هذا الشأن - يقول: إذا اجتمع للبربرية مع جودة الجنس أن تجلب وهي بنت تسع حجج ثم كانت بالمدينة ثلاث حجج وبمكة ثلاث حجج، ثم جاءت إلى العراق ابنة خمس عشرة فكانت بالعراق في الأدب، ثم ملكت بنت خمس وعشرين سنة فتلك التي جمعت إلى جودة الجنس شكل المدنيات (١) وخنث المكيات وآداب العراقيات، واستحقت أن تخبأ في الجفون، وتوضع على العيون.

(اليمانيات) في جنس المصريات، وخلق البربريات، وشكل المدنيات، وخنث المكيات، وهن أمهات أولاد حسان الوجوه أشبه شيء بالأعراب.

(الزرنجيات) من بلد يقال له زرنج، ذكر ابن خرداذبه أن من هذا البلد إلى مدينة الملتان مسيرة شهرين - والملتان وسط الهند - وخاصة هذا الجنس إذا بوشرن فعرقن بدا منهن عرق كالمسك، لكنهن لا يصلحن للولد.

(الزنجيات) مساويهن كثيرة، وكلما زاد سوادهن قبحت صورهن وتحددت أسنانهن وقل الانتفاع بهن، وخيفت المضرة منهن. والغالب عليهن سوء الأخلاق وكثرة الهرب، وليس في خلقهن الغم (٢)، والرقص والإيقاع فطرةٌ لهن وطبع فيهن، ولعجومة (٣) ألفاظهن عدل بهن إلى الزمر والرقص. ويقال: لو وقع الزنجي من السماء إلى الأرض ما وقع إلا بالإيقاع. وهم أنقى الناس ثغوراً لكثرة الريق، وكثرة الريق لفساد الهضوم. وفيهن جلد على الكد، فالزّنجى إذا شبع


(١) الشكل، بالفتح، والكسر: دل المرأة وغزلها.
(٢) كذا. وفي التحقيق ٤٦: «والعلوم فيهم مفقودة، وكذلك الصنائع اللطيفة».
(٣) المعروف «العجمة». ولكن ابن بطلان يعيد استعمال هذه الكلمة في أواخر كتابه هذا، فهي من لغته.

<<  <  ج: ص:  >  >>