للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصبّ العذاب عليه صباً، فإنه لا يتألم له. وليس فيهن متعة، لصنانهن وخشونة أجسامهن.

(الحبشيات) الغالب عليهن نعمة الأجسام ولينها وضعفها، يتعاهدهن السلّ والدق، ولا يصلحن للغناء ولا للرقص، دقاق، لا يوافقهن غير البلاد التي نشأن فيها، وفيهن خيرية ومياسرة، وسلاسة انقياد، يصلحن للائتمان على النفوس يخصهن قوة النفوس وضعف الأجسام، كما يخص النوبة قوة الأجسام على دقتها وضعف النفوس، قصار الأعمار لسوء الهضم.

(المكّيات) خناث مؤنثات ليّنات الأرساغ، ألوانهنّ البياض المشرب بسمرة، قدودهن حسنة، وأجسامهن ملتفة، وثغورهن نقية باردة، وشعورهن جعدة، وعيونهن مراض فاترة.

(الزغاويات (١)) رديات الأخلاق ذوات دمدمة، يحملهن غلظ الأكباد وشر الطباع على عمل عظيم الأفعال، وهن شرّ من الزنج ومن جميع أجناس السودان، نساؤهن لا يصلحن لمتعة، والرجال لا يصلحون لخدمة.

(البجاويات) بين الجنوب والغرب في الأرض التي فيما بين الحبشة والنوبة، مذهبات الألوان، حسنات الوجوه، ملس الأجسام ناعمات البشرة، جواري متعة إن جلبت صغيرة وقد سلمت من أن ينكل بها، فإنهن يقورن ويمسح بالموسى بأعلى فروجهن من اللحم كله حتى يبدو العظم فيصرن شهرة من الشهر، وتقطع أثداء الرجال، وتسل الرضفة (٢) من ركبهن - زعم القائل - حتّى


(١) زغاوة، قال ياقوت: بلد في جنوبي أفريقية بالمغرب، وهم جنس من السودان.
(٢) الرضفة، بالفتح وبالتحريك: عظم مطبق على رأس الساق ورأس الفخذ. في الأصل: «وسعل الرضعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>