للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الإسفيدباج فلأنّ الأبازير مطيبة لها، وكثرتها يسوّد مرقها، وأتقنها بياضها (١) فلهذا يتعذر سلامتها. وأما الديكبراكة فلأنها لون سهل يتبين في التلطف في منع سهوكتها.

الخزّان: يختار لحفظ الأموال الروم، لأن السخاء ليس في لغتهم (٢).

واعتبارهنّ يكون بإمراجهن (٣) في مال معلوم الوزن وإهمال مراعاتهن والتصفح له من بعد بغتة.

الحواضن والدايات: يختار لتربية الأطفال النوبة لأنهن من جنس فيه رحمة وحنين على الولد، وليس يلقن الطفل لغة بشعة، ويختار للرضاع الظئر الصحيحة الجسم، الحديثة السن المعتدلة المزاج، المائلة إلى البياض المشرب حمرة، الصحيح الولد واللبن. واعتبار اللبن أن تقطر على ظفرك منه فإذا صار كالعدسة لا غليظاً مقبباً ولا مائعاً سيالاً، وكان طيباً في رائحته، أبيض في لونه، كان جيداً.

وبعض الأطباء اختار الزنج للرضاع، لأن حرارتهن البارزة نحو الأثداء منضجة للبن، ولأنهن لغلظه أكثر غذاء. وقال قوم: إن قياسه قياس لبن الأتن في اللطافة، لغلظ أجسامهن.

رجال الحرب والنجدة: يختار لذلك الترك والصقالبة، لحرارة قلوبهم.

واعتبارهم يكون بإيراد الأشياء المفزعة بغتة، كإلقاء الحيات الخرق (٤) أو طرح الأشياء التي لها صوت عظيم من علو بين أيديهم.


(١) في التحقيق ٢٥١: «وحسنها بياضها».
(٢) في التحقيق ٢٥٢: «ليس في طباعهم ولا أخلاقهم».
(٣) كذا. وفي التحقيق: «فمن أراد أن يجعل خازنا غلاما أو جارية فليعتبرهما بإمراجهما» وفي الأصل «بإمراجهن» تحريف. يقال أمرج الدابة: تركها تذهب حيث شاءت.
(٤) في الأصل: «الخرت». وفي التحقيق ٢٥٢: «كإلقاء حيات الخرق».

<<  <  ج: ص:  >  >>