زائداً وقروحاً في المنخرين، فينبغي أن ينظر إليه في موضع مضئ مقابل للشمس ليظهر له ذلك.
قال صاحب لقط المنافع (١): من كان طرف أنفه دقيقاً فإنه يحب الخصومة، ومن كان أنفه غليظاً ممتلئاً فهو قليل الفهم، ومن كان غليظ الشفة فهو أحمق غليظ الطبع، ومن كان قليل صبغ الشفة فهو ممراض، ومن كان كثير لحم الخدين فهو غليظ الطبع.
وأن ينظر إلى لسانه فإن وجده ثقيلا أو ألثغ أوليس بيّن الكلام دل على صغر اللسان أو غلظه أو قصره، أو قطع جزء منه، أو آفة للعصب اللساني، أو غير ذلك من الآفات، أو من سن قد انقلعت. وإن وجد فيه آثار قروح قد اندملت، فليسأل صاحبه عن السبب، فإن قال سببه قرحة عرضت في لسانه، أو ورم انفجر واندمل، فلا يشتريه حتى يفحص عن ذلك فحصاً جيداً، لاحتمال أن انصرع فعض لسانه فتورم وتقرح، وأن يسمع صوته فإن وجده أبح حاداً دل على أن هناك جذاماً سيظهر.
وقال بعض الأفاضل من العلماء: حسن الصوت دليل على الحمق وقلة الفطنة.
وأن ينظر إلى أسنانه، فإن وجدها ساقطة، ولا سيما الثنايا والأنياب والأضراس، دل على القبح، والمنع من بيان الكلام والمنع من جودة المضغ، وإن وجد سقوطها من قبل أن يثغر فإنه إذا ثغرت عادت أجود مما كانت، وإن وجد سقوطها من بعد إثغاره فإنها لا تعود. وأن ينظر إلى لون أسنانه، فإن وجده أبيض أو أسود فهو عيب قبيح إلا [أن] يكون قبل إثغاره فإن الإنسان إذا ثغر عادت أسنانه ولونها إلى أحسن ما كانا وأجود وأقوى.