للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الفرج بن الجوزي (١) رحمه الله: وتفريق الأسنان وضعفها ورقتها دليل على ضعف الجسد (٢) وقصر العمر. واللحم الكثير الصلب دليل على غلظ الحس والفهم. ومن وقع عليه عند الضحك سعال أو ربو فإنه وقح سليط.

وقال في موضع آخر: وأن يتفقد أسنانه، فإن القوية طويلة البقاء، والرفيعة (٣) سريعة السقوط، والضعيفة المتفرقة تدل على قصر العمر.

وأن ينظر إلى لثاة أسنانه، فإن وجدها متشعبة أو مسترخية أو فيها قروح (٤) دل على الرداءة. وأن يشتم نكهته، فإن وجدها متغيّرة، فتغيّرها إمّا من عفونة اللثاة أو من ضرس متآكل أو من بلغم عفن في المعدة. فإن كان من الأول فيزول بتقوية اللثة بالأدوية القابضة، واستعمال الأدوية الحارة. وإن كان من الثاني فيزول بقلع الضرس المتآكل، أو بتنقيته أو بكيه. وإن كان من الثالث فلا يسهل برؤه.

وأن ينظر إلى لهاته، فإن وجدها نازلة إلى السفل كثيراً دل على الرداءة، من جهة أنه متى عرض لها ورم تبعه الخناق. وإن وجدها مسترخية دل على الرداءة من جهة أن صاحبه يعرض له السعال كثيراً.

وأن ينظر إلى حلقه من خارج، ويمس الغدد التي هناك، فإن وجدها ظاهرة


(١) يعنى، في كتابه «لقط المنافع».
(٢) في حواشي الأصل: «قال السموأل: واجتماعها أجود من تفرقها، وإن كان الشنب مذهبا محبوبا عند العرب»: قلت: السموأل هذا هو السموأل بن يهوذا المغربي، من العلماء الذين قدموا إلى المشرق، وأقام بمدينة المراغة مراغة أذربيجان، وأولد أولادا سلكوا طريقته في الطب، وأسلم فحسن إسلامه، وصنف كتابا في إظهار معايب اليهود وكذب دعاويهم في التوراة، ومات قريبا من سنة ٥٧٠. القفطي ١٤٢.
(٣) الرفيعة هنا بمعنى الرقيقة. وهي صحيحة. جاء في شرح درة الغواص للحريرى ص ١١٨: «والناس يقولون ثوب رفيع بمعنى رقيق، كذا في أدب الكاتب، وهو مجاز، ولذلك أهملوه في كتب اللغة».
(٤) في الأصل: «قروحا».

<<  <  ج: ص:  >  >>