للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضاع رجاؤه، وأخفق سعيه، فقال من قصيدة يعاتب فيها الزمان، ويشكو الخيبة والحرمان:

بين التعززِ والتذللِ مسلكٌ … بادى المنار لعين كلَّ موفقِ

فاسلكه في كل المواطن واجتنب … كبر الأبيّ وذلةَ المتملقِ

ولقد جلبتُ من البضائع خيرها … لأجلَّ مختار وأكرم متقِ (١)

ورجوتُ خفض العيش تحت رواقه … لا بد إن نفقت وإن لم تنفق (٢)

ظناً شبيهاً باليقين ولم أخلْ … أن الزمان بما سقاني مشرقي

ولعائبي بالحرص قول بين … لو كنتَ شمتَ سحابةُ لم تطرق (٣)

ما ارتدتً إلا خيرَ مرتادٍ ولم … أصلِ الرجاءَ بحبل غير الأوثق (٤)

وإذا أبى الرزقَ القضاءُ على امرئ … لم تغنِ فيه حيلةُ المسترزق

ولعمرُ عاديةِ الخطوب وإنْ رمت … شملي بسهم تشتّت وتفرّق (٥)

لأقارعنّ الدهرَ دون مروءَتي … وحرمتُ عزَّ النًصرِ إن لم أصدق (٦)

وله في سفرته هذه (٧) وقد قوى يأسه من بلوغ أمله ونيل بغيته، وعزم على الصدر (٨) عن الفسطاط إلى مستقره، يحض على الزّهادة، ويحرّض على القناعة


(١) في الأصل:
ولقد جلبت من البضائع جلها … من كل مختار وأكرم ما انتقى

[وأثبت ما في ق والخريدة والطالع السعيد. بيد أن الكلمة الأخيرة في الطالع السعيد: «موثق».
(٢) ق: «ووجدت». وكلمة «رواقه» هي في الأصل: «ظلاله»، وأثبت ما في ق والخريدة. وفي الطالع السعيد: «تحت ردائه»، تحريف.
(٣) في الأصل: «ولعائنى» صوابه في ق. وفي الخريدة: «ولعاتبى».
(٤) ق: «بغير حبل الأوثق»، وفي الخريدة: «بحبل غير موثق».
(٥) في الأصل: «رمت حظى»، صوابه في ق والخريدة.
(٦) في الأصل: «لأصيرن اليأس»، صوابه في ق والخريدة.
(٧) في الأصل: «وله من قصيدة غير هذه» وأثبت ما في ق والخريدة.
(٨) ق: «الصدور»، وهما صحيحان، يقال صدر يصدر صدرا وصدورا.

<<  <  ج: ص:  >  >>