للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما شهدت بالصعيد الأعلى. وذلك أن بعض الولاة حبس رجلاً من [بعض (١)] أهل تلك الناحية كان ينظر في علم النجوم، وشفع (٢) إليه فيه من يكرم عليه، فشفعه فيه، وأمر بإطلاقه وكان من الحبس في عذاب واصب، وجهد ناصب، فلما أتوه وقالوا له: انطلق لشأنك (٣)، أخرج من كمه أصطرلاباً فنظر فيه ثم أخذ طالع الوقت فنظر فيه، فوجده مذموما، فسألهم أن يتركوه مكانه (٤) إلى أن يتفق وقت يصلح للخروج من السجن، فعادوا إلى الوالي فأخبروه يخبره (٥)، فضحك منه وتعجب من جهله، وفساد عقله، وأجابه إلى سؤاله، وتركه على حاله، وأطال مدة اعتقاله.

وفيما أوردته من أخبار الأطباء والمنجمين الآن بمصر كفاية وبلاغ، إلى أن أنتصب له انتصاباً ثانياُ، فأقول فيه قولاً شافياً.

وأما الآن فإني ذاكر على الشرط من لقيته من أدبائها وظرفائها، وفضلائها في الأدب وعلمائها.

وأولاهم بالتقديم، وأحقهم بالحظ الأوفر من التعظيم «القاضي أبو الحسن علي ابن النضر (٦)» المعروف بالأديب، ذو الأدب الجم والعلم الواسع، والفضل البارع. وله في سائر أجزاء الحكمة اليد الطولى، والرتبة الأولى. وقد كان ورد الفسطاط يلتمس من وزيرها الملقب الأفضل تصرفا وخدمة فخاب فيه أمله،


(١) هذه من ق.
(٢) ق: «فشفع».
(٣) ق: «لسبيلك».
(٤) في الأصل: «أن يصبروا عليه»، وأثبت ما في ق.
(٥) في الأصل: «خبره»، وأثبت ما في ق.
(٦) في الأصل: «النصر» بالمهملة، تحريف صوابه في ق والخريدة (٢: ١٩٥) من مخطوطة دار الكتب رقم (١٠٠٩٨ ز) والطالع السعيد للأدفوى. حيث ذكر أنه كان أحد عمال الديار المصرية في زمن الأفضل شاهنشاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>