للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عشّا فيه بيضات، فاعدل لا تحطمها. فعدل. ولما نزل حمل الخطاف في منقاره ماء فرشّه بين يديه، وأهدى له رجل جرادة. فذلك سبب رش الماء والهدايا في النيروز.

ومعظم هذا الأسباب كما ترى ضاربة في الاختلاق والانتحال، ولا سيما الأخير منها.

زمان النيروز:

هذا بعض ما قيل في هذا العيد. أما زمانه فهو اليوم الأول من السنة الفارسية، وخمسة أيام بعده، فهن ستة أيام. وقد انفرد الإمام المرزوقي في الأزمنة والأمكنة (١) بأن ذكر أنه ثمانية أيام.

وتبتدئ السنة الفارسية بالانقلاب الصيفي. وإنما خصوا وقت الانقلاب الصيفي بالابتداء لأن الانقلابين أولى أن يوقف عليهما بالآلات والعيان من الاعتدالين …

ولأن الانقلاب الصيفي وقت إدراك الغلات، فهو أصوب لافتتاح الخراج فيه من غيره (٢).

وأول شهور السنة الفارسية هو «فروردين ماه» وهو يقابل شهر مايوس من الشهور الرومية، وأيار من الشهور السريانية، وبشنس من الشهور القبطية (٣).

وبين هذا العيد وعيد المهرجان مائة وأربعة وسبعون يوما؛ إذ أن المهرجان في الرابع والعشرين من تشرين الأول، وهو شهر أقطوبر الرومي، وبابه القبطي ومما هو جدير بالذكر أن كل شهر من الشهور الفارسية ثلاثون يوما.

عادات الفرس في النيروز:

وكان للفرس في عيد النيروز عادات غريبة، منها أن يرش الناس بعضهم بعضا بالماء.


(١) الأزمنة والأمكنة ٢: ٢٨٨.
(٢) الآثار الباقية ٢١٦.
(٣) مروج الذهب للمسعودي عند الكلام على الشهور، وشفاء الغليل ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>