الغزال، وكلا من سورة الأنعام والكهف والأدعية والأوراد مقدار ألف نسخة وجملة من الأدراج والطومار، وكان قد عرضت له وهو في الثامن والثمانين من عمره حادثة الرعشة في رأسه. وأما يده وقت الكتابة فلم ترتعش قط، حتى كان خطه في آخر عمره يضاهي خطه في شبابه. وقد خدمته الملوك ومسكوا له الدواة بين يديه، وأعطي من القبول والشهرة ما لم يعط أحد من قبله ولا من بعده. وكراماته شهيرة. وتوفي تقريباً سنة ٩٥٧ عن مائة وعشرة سنة. ودفن بإسكدار في صفة مقابلة للتكية المعروفة بقراجا أحمد، وذلك في زمن السلطان أبي الفتح سليمان خان ابن سليم خان، رحمه الله تعالى (١).
ثم انتهت جودة الخط وحسنه إلى تلامذته، وهم «محيي الدين جلال زاده» عاش مائة سنة وكتب سبعة وتسعين مصحفاً، و «جمال الدين الأماسي» وأخوه «عبد الله» عاش كل منهما ثمانين سنة. غير أن قواعد هؤلاء الثلاثة أكثر ميلاً إلى قواعد ياقوت المستعصمي.
ومن خواص تلامذة الشيخ رحمه الله «حسام الدين خليفة» كان ماهراً في الأقلام الستة والنسخ السادة. قلد طريقة شيخه حتى غلط كثير من المميزين والمشخصين في التمييز بين خطيهما. عاش سبعة وستين سنة، وكتب تسعة وثمانين مصحفاً.
ومنهم «شكر الله خليفة» كان ماهراً في الأقلام الستة والنسخ السادة وكتب عدة مصاحف وأوراد.
(١) كتب المصنف بخطه على هامش النسخة ما نصه: «جلوس سلطان محمد خان غازي في سنة ٨٥٥ كان عمر الشيخ إذ ذاك تسعة سنوات. جلوس سلطان بايزيد ولى في سنة ٨٨٦ كان عمر الشيخ إذ ذاك أربعين سنة. جلوس سلطان سليم غازي في سنة ٩١٨ كان عمر الشيخ إذ ذاك اثنين وسبعين سنة. جلوس سلطان سليمان بن سليم في سنة ٩٢٦ ووفاته في ٢٢ .. سنة ٩٧٤».