ثم انتهت جودة الخط إلى الإمام الماهر الضابط المرحوم «درويش علي أفندي» الملقب بالشيخ الثاني، كتب أولاً على قره حسين أفندي المذكور، وبعد وفاته حصل التكميل والإجازة على يدي خالد العزيز. وكتب ثمانية وثمانين مصحفاً وجملة من سورة الأنعام والأوراد والأذكار. وخطه هو العمدة عليه في زماننا هذا. توفي سنة ١٠٨٦ عن سبعة وثمانين سنة. ومن كراماته أنه رفع إصبعه السبابة بعد موته عند قول المغسل بالشهادتين، وغسل بماء أغلي ببراية أقلامه (١).
وكان ممن عاصره من الخطاطين رمضان بن إسماعيل، يقال إنه كتب ثلاثمائة وستين مصحفاً، وجملة من سورة الأنعام والأذكار. وفاته في سنة ١٠٩٧.
ومن المعاصرين أيضاً علي أفندي نفسىزاده، وعمر بيك نصوح باشازاده، ومحمد أفندي الإمام، وعلى أفندي قاشقجىزاده، وأحمد أفندي قزقابان زاده، ومحمد أفندي نقاش زاده، وخليل أفندي الملقب بالحافظ، ومحمد أفندي عرب زاده المتوفى سنة ١١٢٢، ومحمد أفندي خواجة زاده. ويقال إن هذين الأخيرين أجاز لهما الدرويش علي.
ومنهم إسماعيل أفندي ترك، توفي غريقاً في البحر سنة ١٠٨٥. ويوسف أفندي المتوفى في سنة ١١١٩ وهذان الاثنان كانا بمصر.
ثم انتهت جودة الخط إلى (تلامذة درويش علي)، منهم مصطفى أفندي الأيّوبى المعروف بسيولجىزاده، وفاته في سنة ١٠٩٩.
(١) مثله ما روى في أخبار أبى الفرج ابن الجوزي، أنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فحصل منها شيء كثير، وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته، ففعل ذلك فكفت وفضل منها. انظر ترجمته في وفيات الأعيان (١: ٢٧٩).