ألممّا بعمق ذي الزّروع فسلّما … وإن كان عن قصد المطى يجور فإنّ بعمق ذي الزروع لبدّنا … من اسلم في تكليمهن أجور ولا تعجزا عن حاجة لأخيكما … وإن كان فيها غلظة وفجور فما ضرّ صرم الأسلميات لو بدت … لنا يوم عمق أذرع ونحور وفي عرس قنّان علىّ أليّة … وفي الحنذيات الملاح نذور وله في نساء مزنيات: فإن بوكد فالبريراء فالحشا … فخلص إلى الرنقاء من وبعان وكد: طرف أسود وراء مر بشوكان. والبريراء: أكيمة صغيرة. والحشا: بلد بين مر وشوكان، وخلص آرة. والرنقاء هاهنا: قاع. وبعان بالحرة. أوانس من حيّا عداء كليهما … طوامح بالأزواج غير غوان جننّ جنونا من بعول كأنها … قرود تنازى في رياط يمان فمرّا فقولا طالبان لحاجة … وعودا فقولا نحن منصرفان فظفروا به في الدهنا - وهي قلتة عميقة - فربطوا في رجله رحى ثم رموا به فيها فهلك. قال: هذا ما نقلته من كتاب الهجري، أوردته بطوله لاشتماله على شيء مما يتعلق بقائل تلك الأبيات. ولكن أهو أبو المزاحم الذي نسب البكري الأبيات إليه؟ الظاهر أنه هو: فصاحب التاج أنشد أحدها في مادة (وبع) ونسبها لأبى المزاحم السعدي. والأصبهاني روى في الأغانى ج ١١ ص ٧٩ بيتين لأبى المزاحم، هما. أعيّرتمونى أن دعتني أخاهم … سليم وأعطتني بأيمانها سعد ويفهم منهما أن المزاحم هذا سعدى حالف سليما فعد منهم: والهجري ذكر أن صاحب الأبيات ثمامى من ثمامة بن كعب بن جذيمة بن خفاف. ومعروف أن خفافا بطن من سليم. أما معرفة عصر هذا الشاعر فتعلم من معاصرته لأبى وجزة السعدي الشاعر. وأبو وجزة هذا تابعي، أي من الشعراء الإسلاميين. والهجري الذي روى أبيات الرسالة من أهل القرن الثاني والثالث الهجريين». (١) صدره عند البكري: «إن بأجزاع»، وفي الأصل: «فولد» تحريف صوابه في ياقوت في موضعيه. وروى البكري «نوكز» و «فرقد». و «النقعاء» رواية الأصل وياقوت في رسم (وبعان)، وهو موضع خلف المدينة، وعند البكري ١٠٥٢ «البقعاء» بالباء، وهو من أرض ركبة. وعنده في ٤٥٠ «النقعين».