للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساكرة لا تجرى (١) - والهيام: حمى الإبل - وهو جبل مرتفع شامخ ليس به شيء من نبات الأرض غير الخزم والبشام. وهو لخزاعة وضمرة. وقال الشاعر (٢) في البعق:

كأنَّكّ مردوعٌ بشسًّ مطرَّدٌ … يقارفهُ من عقدة البعقِ هيمها (٣)

و (الأبواء) منه على نصف ميل.

ثم (هرشى) وهو في أرض مستوية، وهي هضبة ململمة لا تنبت شيئاً.

أسفل منها (ودان) على ميلين مما يلي مغيب الشمس، يقطعها المصعدون من حجاج المدينة وينصبّون منها منصرفين إلى مكة (٤). ويتّصل بها مما يلي مغيب الشّمس من عن يمينها بينها وبين البحر خبت - والخبت: الرمل الذي لا ينبت غير الأرطي، وهو حطب، وقد يدبغ [به] أسقية اللبن خاصة - وفيها متوسطاً للخبت جبيل أسود شديد السواد يقال له (طفيل). ثم ينقطع عنك (٥) الجبال من عن يمنة ويسرة.

وعلى الطريق من ثنية هرشي بينها وبين الحجفة ثلاثة أودية مسمّيات:


(١) ساكرة بالراء، بمعنى ساكنة، وفي اللسان: «أبو زيد، الساكر: الذي لا يجرى، وسكر سكورا، وسكر البحر: ركد. أنشد ابن الأعرابي في صفة بحر:

• يقيئ زعب الحر حين يسكر …
وعند البكري ٤٤٩ وياقوت (٥: ٢٦٢): «ساكنة».
(٢) هو كثير، كما عند البكري ٧٩٦ وياقوت في (شس). ورواه البكري أيضا في ٤٤٩. وأنشده ياقوت في (شس، بعق).
وقبله:
وقال خليلي يوم رحنا وفتحت … من الصدر أشراج وفضت ختومها
أصابتك نبل الحاجبية إنها … إذا ما رمت لا يستبل كليمها
(٣) المردوع: المنكوس في مرضه. يقارفه: يدانيه. والعقدة: الموضع الشجير.
(٤) في الأصل: «من مكة»، صوابه في ياقوت (هرشى).
(٥) في الأصل: «عند».

<<  <  ج: ص:  >  >>