للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تطلعك على (قرن المنازل) حيال الطائف، تلهزك (١) من عن يسارك وأنت تؤمّ مكة، متقاودة، وهي جبال حمر شوامخ، أكثر نباتها القرظ.

ومن جبال مكة (أبو قبيس (٢)). ومنها (الصفا) و (الجبل الأحمر (٣)) وجبل أسود مرتفع يقال له (الهيلاء) يقطع منه الحجارة للبناء والأرحاء.

و (المروة) جبل إلى الحمرة ما هو (٤). و (ثبير (٥)) جبل شامخ، يقابله (حراء) وهو جبل شامخ أرفع من ثبير، في أعلاه قلة شاهقة زلوج (٦). وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتقى ذروته ومعه نفر من الصحابة فتحرك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسكن حراء فما عليك إلا نبيٌ أو صديق أو شهيد (٧)». [وليس بهما نبات ولا في جميع جبال مكة إلا شيء يسير من


(١) أصل اللهز الدفع والضرب. واللاهز: الجبل يلهز الطريق ويضربه، وكذلك الأكمة تضرب الطريق.
(٢) ساق ياقوت في (١: ٩٤) أقوالا كثيرة في علة تسميته.
(٣) ذكره ياقوت في رسم (الأحمر).
(٤) هذا تعبير نادر، و «ما» فيه زائدة، أي «إلى الحمرة هو». ومثله ما ورد في مشارق الأنوار للقاضي عياض ج ١ ص ٣٢٤ من قوله في حديث تميم الداري عن الدجال. «لا، بل من قبل المشرق ما هو» قال: «ماهنا صلة وليست بنافية، أي من قبل المشرق هو».
(٥) وفي مكة أثبرة أخرى، ثبير الزنج كانوا يلعبون عنده، وثبير الخضراء، وثبير النصع وهو جبل المزدلفة، وثبير الأحدب. عن ياقوت.
(٦) الزلوج: الملساء يزلج من يرتقيها.
(٧) انظر معجم البلدان (حراء). وفي معجم البكري ٤٣٢: «أثبت حراء فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد». والذي في صحيح البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، عن أنس بن مالك رضى اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعثمان وعمر، فرجف بهم فقال: أثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان».
وجاء في فتح الباري (٧: ٣٣) تعليقا عليه: «هو الجبل المعروف بالمدينة، ووقع في رواية لمسلم ولأبى يعلى من وجه آخر عن سعيد: حراء. والأول أصح. ولولا اتحاد المخرج لجوزت تعدد القصة، ثم ظهر لي أن الاختلاف فيه من سعيد؛ فإني وجدته في مسند الحارث بن أبي أسامة عن روح بن عبادة عن سعيد، فقال فيه: أحد أو حراء، بالشك. وقد أخرجه أحمد من حديث بريدة بلفظ: حراء، وإسناده صحيح، فقوى احتمال تعدد القصة. وتقدم في أواخر الوقف من حديث عثمان نحوه، وفيه حراء. وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة -

<<  <  ج: ص:  >  >>